{ يَعِدُهُمْ } الشيطان أن لا جنة ولا نار { وَيُمَنِّيهِمْ } يرجيهم أن الدنيا لا تفنى { وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } باطلاً وكذباً { أُوْلَـٰئِكَ } الكفار { مَأْوَاهُمْ } مصيرهم { جَهَنَّمُ وَلاَ يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً } مفراً وملجأ { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينهم وبين ربهم { سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ } بساتين { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } من تحت غرفها ومساكنها { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء واللبن والعسل { خَالِدِينَ فِيهَآ } مقيمين في الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها { أَبَداً وَعْدَ ٱللَّهِ } في جهنم والجنة { حَقّاً } كائناً صدقاً { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً } وعداً { لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ } ليس كما تمنيتم يا معشر المؤمنين أن لا تؤاخذوا بسوء بعد الإيمان { وَلاۤ أَمَانِيِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } ولا كما تمنى أهل الكتاب لقولهم ما نعمل بالنهار من الذنوب يغفر بالليل وما نعمل بالليل يغفر بالنهار { مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا } شراً { يُجْزَ بِهِ } المؤمن في الدنيا أو بعد الموت قبل دخول الجنة والكافر في الآخرة قبل دخول النار أو بعد دخول النار { وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ } من عذاب الله { وَلِيّاً } قريباً ينفعه { وَلاَ نَصِيراً } مانعاً يمنعه { وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ } الطاعات فيما بينه وبين ربه { مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ } من رجال أو نساء { وَهُوَ مُؤْمِنٌ } وهو مع ذلك مؤمن مصدق بإيمانه { فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً } لا ينقص من حسناتهم قدر نقير وهو النقرة التي على ظهر النواة { وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً } أحكم ديناً وأحسن قولاً { مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } أخلص دينه وعمله لله { وَهُوَ مُحْسِنٌ } موحد محسن بالقول والفعل { واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً } مسلماً { وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً } مصافياً { وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } من الخلق والعجائب كلهم عبيده وإماؤه { وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ } من أهل السموات والأرض { مُّحِيطاً } عالماً { وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي ٱلنِّسَآءِ } يسألونك في ميراث النساء سأله ذلك عيينة { قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ } يبين لكم { فِيهِنَّ } في ميراثهن { وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } ويبين ما قرئ عليكم { فِي ٱلْكِتَابِ } في أول هذه السورة { فِي يَتَامَى ٱلنِّسَآءِ } في بنات أم كجة { ٱلَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ } لا تعطونهن { مَا كُتِبَ لَهُنَّ } ما وجب لهن من الميراث وقد بيَّن الله هذه الآية في أول هذه السورة { وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ } يعني ترغبون عن نكاحهن لقبل دمامتهن فأعطوهن أموالهن لكي ترغبوا في نكاحهن لقبل مالهن { وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلْوِلْدَانِ } ويبين لكم ميراث الصبيان { وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَىٰ بِٱلْقِسْطِ } ويبين لكم أن تقوموا بحفظ مال اليتامى بالقسط بالعدل { وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ } من إحسان إلى هؤلاء { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِهِ } وبنياتكم { عَلِيماً وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ } يعني عميرة { خَافَتْ مِن بَعْلِهَا } علمت من زوجها أسعد بن الربيع { نُشُوزاً } ترك مجامعتها { أَوْ إِعْرَاضاً } ترك محادثتها ومجالستها { فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَآ } على الزوج والمرأة { أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا } يعني بين المرأة والزوج { صُلْحاً } معلوماً ترضى به المرأة عن الزوج { وَٱلصُّلْحُ } على رضا المرأة { خَيْرٌ } من الجور والميل { وَأُحْضِرَتِ ٱلأنْفُسُ ٱلشُّحَّ } جبلت الأنفس على الشح والبخل فتبخل بنصيب زوجها ويقال طمعها يجرها إلى أن ترضى { وَإِن تُحْسِنُواْ } تسووا بين الشابة والعجوز في القسمة والنفقة { وَتَتَّقُواْ } الجور والميل { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ } من الجور والميل { خَبِيراً وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ } في الحب { وَلَوْ حَرَصْتُمْ } جهدتم { فَلاَ تَمِيلُواْ } بالبدن { كُلَّ ٱلْمَيْلِ } إلى الشابة { فَتَذَرُوهَا } الأخرى يعني المرأة العجوز { كَٱلْمُعَلَّقَةِ } كالمسجونة لا أيم ولا ذات بعل { وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ } تسووا وتتقوا الميل والجور { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً } لمن تاب من الميل والجور { رَّحِيماً } على من مات على التوبة.