شرح الكلمات: ولقد مننا على موسى وهارون: أي بالنبوة والرسالة. ونجيناهم وقومهما: أي بني إسرائيل. من الكرب العظيم: أي استعباد فرعون إياهم واضطهاده لهم. ونصرناهم: على فرعون وجنوده. الكتاب المستبين: أي التوراة الموضحة الأحكام والشرائع. وهديناهما الصراط المستقيم: أي الإِسلام لله ربّ العالمين. وتركنا عليهما في الآخرين: أي أبقينا عليهما في الآخرين ثناء حسنا. سلام على موسى وهارون: أي سلام منا على موسى وهارون. إنا كذلك: أي كما جزيناهما نجزي المحسنين من عبادنا المؤمنين. إنهما من عبادنا المؤمنين: أي جزيناهما بما جزيناهما به لإِيمانهما. معنى الآيات: ما زال السياق في ذكر إفضال الله وإنعامه على من يشاء من عباده فبعد ذكر إنعامه على إبراهيم وولده إسحاق ذكر من ذريّتهما المحسنين موسى وهارون فقال تعالى { وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } أي بالنبوة والرسالة، { وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا } أي بني إسرائيل { مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } الذي هو استعباد فرعون والأقباط لهم واضطهادهم زمنا طويلا { وَنَصَرْنَاهُمْ } أي على فرعون وملائه { فَكَانُواْ هُمُ ٱلْغَٰلِبِينَ } { وَآتَيْنَاهُمَا } أي أعطيناهما { ٱلْكِتَابَ ٱلْمُسْتَبِينَ } وهو التوراة الواضحة الأحكام البيّن الشرائع لا خفاء فيها ولا غموض. { وَهَدَيْنَاهُمَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } وهو الدين الصحيح الذي هو الإسلام دين الله الذي بعث به كافة رسله { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي ٱلآخِرِينَ } أي وأبقينا عليهما الذكر الحسن والثناء العطر فيمن بعدهما { سَلاَمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } أي كما جزيناهما لإِحسانهما نجزي المحسنين { إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } فيه بيان لعلة ما وهبهما من الإنعام والإِفصال وهو الإِيمان المقتضي للإِسلام والإِحسان. هداية الآيات: من هداية الآيات: 1- بيان إكرام الله تعالى لرسوليه موسى وهارون عليهما السلام. 2- بيان إنعام الله تعالى على بني إسرائيل بإِنجائهم من آل فرعون ونصرته لهم عليهم. 3- بيان أن الإِسلام دين سائر الأنبياء وليس خاصاً بأمة الإِسلام. 4- بيان فضل الإِحسان والإِيمان.