الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ وَذَرُواْ ظَٰهِرَ ٱلإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْسِبُونَ ٱلإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ }

قوله: { وَذَرُواْ ظَٰهِرَ ٱلإِثْمِ (وَبَاطِنَهُ) } الآية.

المعنى: أن الله أمر بأن يترك الإثم، (علانيته وسرّه)، قليله وكثيره.

وقيل: الظاهر هو ما نهى عنه من قوله:وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ } [النساء: 22]، والباطن: الزنى، قاله ابن جبير.

وقال السدي: الظاهر: الزواني [اللاتي] في الحوانيت، والباطن: الصديقة تؤتى سراً، (و) قال الضحاك في قوله:وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } [الأنعام: 151] قال: كان أهل الجاهلية يستسرّون بالزنى ويرونه سراً حلالاً، فحرّم الله السر والعلانية. وقال ابن زيد: الظاهر: التعري والتجرد في الطواف، والباطن: الزنا، وقال في:وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلْفَوَاحِشَ (مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) } [الأنعام: 151]: الظاهر: تعريتهم إذا طافوا، والباطن: الزنا.

قوله: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْسِبُونَ ٱلإِثْمَ } أي: يعملون به، سيجزون به.