{ بِسمِ ٱلله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيـمِ * إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } الآية، هذه السورة مكية ومناسبتها لما قبلها في غاية الظهور كورت قال ابن عباس: أدخلت في العرش وانكدرت قال ابن عباس: تساقطت وسيرت أي في الجو تسيير السحاب. والعشار أنفس ما عند العرب من المال وتعطيلها تركها مسيبة مهملة حشرت أي جمعت من كل ناحية فقال ابن عباس: جمعت بالموت فلا تبعث ولا تحضر يوم القيامة وسجرت تقدم في الطور. { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ } أي المؤمن مع المؤمن والكافر مع الكافر كقوله:{ وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً } [الواقعة: 7]. والمؤودة البنت ووأدها دفنها في التراب كقوله:{ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ } [النحل: 59]. { سُئِلَتْ } هذه السؤال لتوبيخ الفاعلين للوأد لأن سؤالها يؤدي إلى سؤال الفاعلين وجاءت قتلت بناء على أن الكلام إخبار عنها ولو حكى ما خوطبت به حين سئلت لقيل قتلت: والصحف المنشورة صحف الأعمال كانت مطوية على الأعمال فنشرت يوم القيامة ليقرأ كل إنسان كتابه، وكشط السماء طيها كطي السجل. { سُعِّرَتْ } أضرمت وأزلفت قربت. { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ } من خير تدخل به الجنة أو من شر تدخل به النار، والخنس قال الجمهور: الدراري السبعة الشمس والقمر وزحل وعطارد والمريخ والزهرة والمشتري تجري الخمس مع الشمس والقمر وترجع حتى تخفى مع ضوء الشمس فخنوسها رجوعها وكنوسها اختفاؤها تحت ضوء الشمس. { عَسْعَسَ } أقسم بإِقباله وإدباره وتنفسه كونه يجيء معه روح ونسيم فكأنه نفس له على المجاز. { إِنَّهُ } أي القرآن. { لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } الجمهور على أنه جبريل عليه السلام ووصفه بالكريم يقتضي نفي المذام كلها وإثبات صفة المدح اللائقة به. { ثَمَّ } إشارة إلى عند ذي العرش أنه مطاع في ملائكته المقربين يصدرون عن أمره. { أَمِينٍ } مقبول القول يصدق فيما يقوله مؤتمن على ما يرسل به من وحي وامتثال أمر. { وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } نفي عنه ما كانوا ينسبون إليه ويهتونه به من الجنون. { وَلَقَدْ رَآهُ } أي رأى الرسول جبريل والأفق الناحية من السماء القريبة. { بِضَنِينٍ } من قرأ بالظاء أي بمتهم ومن قرأ بالضاد معناه ببخيل. { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } أي الذي يتراءى له إنما هو ملك لا مثل الذي يتراءى للكهان. { فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } إستضلال لهم حيث نسبوه مرة إلى الجنون ومرة إلى الكهانة ومرة إلى غير ذلك مما هو بريء منه. { إِنْ هُوَ } أي القرآن. { إِلاَّ ذِكْرٌ } تذكرة وعظة. { لِمَن شَآءَ } بدل من للعالمين ثم عذق مشيئة العبد بمشيئة الله تعالى.