{ ومَنْ يدْعُ } يعبد { مَعَ الله إلهاً آخر } يعبدهما جميعاً أو يعبد غير الله، مع وجود الله { لا بُرهان له بهِ } الجملة نعت إلها، أو وكلاهما لازم مؤكد لا قيد، إذ لا يوجد إله سواه ثابت ببرهان يحترز عنه، وهذا أولى من أن تجعل الجملة معترضة { فإنما حسابه } جزاؤه، عبَّر بالسبب أو الملزوم عن المسبب او اللازم { عنْدَ ربِّه إنَّه لا يُفلح الكافرون } وفى هذه الجملة تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما أصابه من الضر من الكفرة، وفى قوله عز وجل: { وقُل ربِّ اغفر وارْحَم وأنْتَ خير الراحمينَ } استدعاء النجاة والسرور، اغفر لى ولمن اتبعنى، وجميع المسلمين، وارحمنا وأنت أفضل من كل راحم، قال الصديق رضى الله عنه: يا رسول الله علمنى دعاء أدعو به فى صلاتى فقال: " قل اللهم إنى ظلمت نفسى ظلماً كثيراً وأنه لا يغفر الذنوب إلاَّ أنت فاغفر لى مغفرة من عندك وارحمنى إنك انت الغفور الرحيم " وروى عن ابن مسعود رضى الله عنه قرأ فى أذن المصاب: { أفحسبتم } الى آخر السورة فبرئ، فقال صلى الله عليه وسلم: " والذى نفسى بيده لو أن رجلاً موقنا قرأ بها على جبل لأزاله ". وقال محمد بن ابراهيم بن الحارث التميمى، عن أبيه: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سرية، وأمرنا أن نقول اذا أصبحنا واذا أمسينا:{ أفحسبتم } [المؤمنون: 115] الى{ لا ترجعون } [المؤمنون: 115] ففعلنا فغنمنا وسلمنا. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم