الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } من المشركين وكذا من اليهود والنّصارى وهو عطف على أقوالهم السّابقة واظهار لسفاهة أخرى لهم ومفعول الفعل امّا منسىّ او مقدّر اى لا يعلمون انّ الخلق لا يطيقون استماع كلام الله تعالى ولو سمعوا لهلكوا ما لم يصف نفوسهم عن رين المادّة وانّ الآية المقترحة لعلّهم لا يطيقونها او لا يكون صلاحهم فيها { لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ } حتّى نسمع كلامه ونؤمن به { أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ } حتّى نشاهدها ونؤمن بها { كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّثْلِ قَوْلِهِمْ } كما قال أمّة موسى (ع) لهأَرِنَا ٱللَّهِ جَهْرَةً } [النساء:153] وكما قال امّة عيسى (ع)هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } [المائدة:112] { تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ } فى الجهل والعمى عمّا ينفعهم والعناد واللّجاج { قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } استئناف بيانى كأنّه قيل الم يظهر حقّيّة الحقّ ورسوله حتّى سألوا مثل هذا السّؤال فقال تعالى: { قد بيّنا الآيات } ولم نتركهم بلا بيّنة لكنّهم اهل شكّ وريبة وليسوا أهل عقل وايقانٍ حتّى أيقنوا بما من شأنه ان يوقن به ولو جئناهم بكلّ آية مقترحة او غير مقترحة لما أيقنوا وما قبلوا.