الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }

قوله تعالى { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } القرى قلوب العارفين واهلها الارواح القدسية الملكوتية فاذا كانت الارواح مخالفة لنفوسها الامارات بان لا تجليها فى حواشى الاذكار والافكار ينزل عليها عساكر انوار تجلى القدس ويكون قلوبها رياض الانس وان الله سبحانه لا يجليها على ايدى الخطرات والنفوس الامارات ولا يجرى عليها احكام القهريات وينورها بانوار المشاهدات والقربات وايضا لا يهلك قلوب العارفين والموقنين والمحبين ونفوسها مطمئنة بذكره قال تعالىأَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ } فان خطر عليها خاطر من قبل الهواجس والوسواس لا يحجب الحق اسرارها من جماله ومشاهدته بما خطر عليها من بعض الخواطر قال الله سبحانه { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ } بظلم اى بقليل ظلم اهل القرية اى بقليل من هواجس النفوس وايضا اى بظلم منه تعالى على القلوب فانه منزه عن الظلم وكيف يكون منه الظلم على المقبلين وهو تعالى اصطفاهم فى الازل بصلاحية قبول معرفته حيث عرفهم ذاته بكشف صفاته اياهم فبقيت تلك الصلاحية قال بعضهم ما اخذ احداً الا بجريرته ومن لزم الصلاح والطاعة وقاه الله الآفات ومكاره الدارين لذلك قال وما كان ربك الآية قال ابو سعيد القرشى الصلاح هو الرجوع الى الله فى كل نفس بالابتهال والتضرع قيل فى تفسير الظاهر: وأهلها ينصف بعضهم بعضا.