الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ }؛ قرأ أهلُ الكوفة ويعقوبُ: (كَلِمَةُ) على التوحيدِ، وقرأ الباقون: (كَلِمَاتُ) على الجمعِ. ومعنى الآية: وَتَمَّ إلزام الحجَّة على وَجْهِ الحكمة، لاَ ينقصان في ذلك. قولهُ (صِدْقاً) أي مُخْبَرُهُ على ما أخْبَرَ به فيما وعَدَ وأوْعَدَ، و(عَدْلاً) أي أحْكَامُهُ كلُّها عدلٌ، و { لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ } أي لا مُغَيِّرَ لِحُكْمِهِ ودِيْنِهِ، فإن اليهودَ والنصارى - وإنْ غيَّروا التوراةَ والإنجيلَ - لن يُمْكِنَهُمْ أن يأتُوا بحُكْمٍ حتى يقومَ مقامَ حُكْمِهِ.

وَقِيْلَ: معناه: { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ } أي وَجَبَ قولُ ربكَ بأنه ناصرٌ مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم وأنَّ عاقبةَ الأمر له صِدْقاً وَعَدْلاً؛ لا مُغَيِّرَ لقولهِ:إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } [غافر: 51]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }؛ ظاهرُ المعنى.