الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَّنَعَ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآ أُوْلَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلاَّ خَآئِفِينَ لَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

أخرج ابن اسحق وابن أبي حاتم عن ابن عباس. أن قريشاً منعوا النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عند الكعبة في المسجد الحرام، فأنزل الله { ومن أظلم ممن منع مساجد الله... } الآية.

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ومن أظلم ممن منع مساجد الله } قال: هم النصارى.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه } قال: هم النصارى، وكانوا يطرحون في بيت المقدس الأذى، ويمنعون الناس أن يصلوا فيه.

وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله { ومن أظلم ممن منع مساجد الله... } الآية. قال: هم الروم، كانوا ظاهروا بختنصر على بيت المقدس. وفي قوله { أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين } قال: فليس في الأرض رومي يدخله اليوم إلا وهو خائف أن تضرب عنقه، وقد أخيف بأداء الجزية فهو يؤديها. وفي قوله { لهم في الدنيا خزي } قال: أما خزيهم في الدنيا فإنه إذا قام المهدي وفتحت القسطنطينية قتلهم فذلك الخزي.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال: أولئك أعداء الله الروم، حملهم بغض اليهود على أن أعانوا بختنصر البابلي المجوسي على تخريب بيت المقدس.

وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب قال: إن النصارى لما ظهروا على بيت المقدس حرقوه، فلما بعث الله محمداً أنزل عليه { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها... } الآية. فليس في الأرض نصراني يدخل بيت المقدس إلا خائفاً.

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال: هؤلاء المشركون حين صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت يوم الحديبية.

وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح قال: ليس للمشركين أن يدخلوا المسجد إلا وهم خائفون.

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة في قوله { لهم في الدنيا خزي } قال: يعطون الجزية عن يدٍ وهم صاغرون.

وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه عن بسر بن أرطاة قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا ومن عذاب الآخرة ".