{ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ } إلى قوله عز وجل { إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ } يعني ما سبقهم به الذين دخلوا قبلهم قال{ وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى ٱلّجَنَّةِ زُمَراً } [الزمر: 73] قال زمرة تدخل بعد الزمرة. وفي تفسير السدي { إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ } يعني ما نقص لأهل التوحيد الذين أخرجوا من النار { عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } أي غير مقطوع { فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ } في شك { مِّمَّا يَعْبُدُ هَـٰؤُلاۤءِ } يعني مشركي العرب. { مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم } أي إلا ما كان يعبد آباؤهم من قبل أي كانوا يعبدون الأوثان { وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ } من العذاب { غَيْرَ مَنقُوصٍ }. { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ } أي آمن به قوم وكفر به قوم { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ } ألا يعذب بعذاب الآخرة في الدنيا. { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } أي لقضى الله بينهم في الدنيا فأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ولكن أخر ذلك إلى يوم القيامة { وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ } يعني الأولين والآخرين. قال محمد ومن قرأ وإن كلا لما بتخفيف إن ولما فالمعنى أن كلا ليوفينهم وتكون ما صلة ونصب كلا بإن لأن من النحويين من يقول في إن الخفيفة أصلها إن المشددة فإذا أدخل عليها التخفيف نصب بها على تأويل الأصل.