{ عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودّة } برفع موجب العداوة الذي هو الكفر، إذ الاحتجاب ليس أمراً فطرياً بل الإيمان بمقتضى الفطرة الأصلية والتحاب وإنما حدث الكفر عند الاحتجاب بالنشأة والانغمار في الغواشي الطبيعية. { والله } قادر على رفعها، وإذا ارتفعت ظهرت المودّة الحقيقية بنور الوحدة الذاتية ومقتضى الأخوة الإيمانية { والله غفور } يستر تلك الهيئات المظلمة الحاجبة بنور صفاته { رحيم } يرحم أهل النقصان فيجبره بإفاضة كمالاته { إنّ الله يحبّ المقسطين } لأن العدالة هي ظل المحبة والمحبة ظل الوحدة فما ظهرت العدالة في مظهر إلا وقد تعلقت محبة الله به أولاً إذ لا ظلّ بغير الذات والله تعالى أعلم.