قوله { وَٱلشَّمْسِ وَضُحَاهَا } أي وضوئها { وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا } إذا تبعها ليلة الهلال { وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا } يعني ظلمة الليل فأذهبها { وَٱللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا } إذا غشي الشمس فأذهبها { وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَاهَا } أي والذي بناها أقسم بالسماء وبنفسه { وَٱلأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا } أي والذي بسطها يعني نفسه { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا } أي والذي سواها يعني نفسه { فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } بين الله لها الفجور والتقوى { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا } يعني من زكى الله نفسه فهداها { وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } أي من دسى الله نفسه أي أشقاها. قال محمد { دَسَّاهَا } أصل الكلمة دسسها فقلبت السين الواحدة ياء المعنى جعلها قليلة خسيسة قال يحيى هذا كله قسم من أول السورة إلى هذا الموضع. { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ } أي بطغيانها وعلى هذا وقع القسم { إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا } وهو أحمر ثمود الذي عقر الناقة وقد مضى تفسيرها في سورة هود. { فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ } صالح عليه السلام { نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَاهَا } أي اتقوا ناقة الله لا تمسوها بسوء واتقوا سقياها شربها لا تمنعوها منه { فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ } أهلكهم { فَسَوَّاهَا } بالعقوبة { وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا } أي لا يخاف الله أن يتبع بذلك.