قوله: { إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ } إلى قوله: { عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي موجع { يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ } أي يغفر لكم ذنوبكم كلها و من صلة { وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } إلى مدتكم فيكون موتكم بغير عذاب { إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ } يعني القيامة في تفسير الحسن { لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } لعلمتم أن القيامة جائية { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ } أي كلما دعوتهم أن يتوبوا من الشرك ويؤمنوا فتغفر لهم أبوا { جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ } يتولون ويكرهون ذلك { وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ } غطوا رءوسهم لكي لا يسمعوا دعائي إياهم إلى الإيمان { وَأَصَرُّواْ } أقاموا على الكفر { وَٱسْتَكْبَرُواْ } عن عبادة الله { ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً } مجاهرة { ثُمَّ إِنِّيۤ أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً } أي خلطت دعاءهم في العلانية بدعاء السر يرسل السماء عليكم مدرارا أي تدر عليكم بالمطر { وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً }. قال محمد { جَنَّاتٍ } بساتين وقيل إنهم كانوا قدأجدبوا فأعلمهم أن إيمانهم بالله يجمع لهم مع الحظ الوافر في الآخرة الخصب والغنى في الدنيا.