قوله: { وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ } أي: إلا ما سبقهم به الذين دخلوا قبلهم. وذكر ها هنا ما افترت الفرقة الشاكة من أن قوماً يدخلون النار. ثم يخرجون منها بالشفاعة؛ فإن هذا موضعه وموضع الرد عليهم. قوله: { عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } أي: غير مقطوع. قوله: { فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ } يقول للنبي صلى الله عليه وسلم. فلا تك في شك { مِّمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاَءِ } يعني مشركي العرب. { مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ ءَابَاؤُهُم } أي: إلا ما كان يعبد آباؤهم { مِّن قَبْلُ } أي: كانوا يعبدون الأوثان. { وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ } أي: من العذاب { غَيْرَ مَنقُوصٍ }. وهو كقوله:{ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً } [الإسراء:63]. قوله: { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ } [أي: آمن به قوم وكفر به قوم] { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ } ألا يعذب بعذاب الآخرة في الدنيا { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } أي: لقضى الله بينهم في الدنيا، فأدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ولكن أخر ذلك إلى يوم القيامة. { وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } يعني المشركين. وقوله مريب، من قِبَلِ الريبة.