اخبر الله تعالى عن الكفار الذين تقدم وصفهم بأنهم الذين جحدوا أدلة ربهم وأنكروا " لقاءه " أي لقاء ثوابه وعقابه في الآخرة من حيث انكروا البعث والنشور بأنهم { قد حبطت أعمالهم } لانهم أوقعوها على غير الوجه الذي أمرهم الله به { فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً } وصفهم الله بأنهم لا وزن لهم، كما يقال فى التحقير للشيء: هذا لا شيء من حيث أنه لا يعتد به. ويقال للجاهل لا وزن له لخفته وسرعة طيشه وقلة تثبته فيما ينبغي أن يتثبت فيه. وقال قوم: معناه لا نقيم لهم وزناً لطاعتهم، لانهم أحبطوها. وقال البلخي: معناه إن اعمالهم لا يستقيم وزنها لفسادها. ثم قال: وانما كان " ذلك " كذلك، لان جهنم { جزاؤهم بما كفروا } أي جحدوا الله واتخذوا آياته ورسله هزواً أي سخرية، يقال هزئ يهزء هزواً، فهو هازيء. ثم أخبر عن حال الذين صدقوا النبي وآمنوا بالله وعملوا الصالحات إن { لهم جنات الفردوس نزلاً } أي مأوى. والفردوس البستان الذي يجمع الزهر والثمر وسائر ما يمتع ويلذ، وقال كعب: هو البستان الذي فيه الاعناب. وقال مجاهد: الفردوس البستان بالرومية. وقال قتادة: هو أطيب موضع فى الجنة. وروي انه أعلى الجنة وأحسنها في خبر مرفوع. وقال الزجاج: الفردوس البستان الذي يجمع محاسن كل بستان. وقوله " نزلا " أي مأوى وقيل نزلا أي ذات نزول. وحكى الزجاج أن الفردوس الأودية التي تنبت ضروباً من النبت. والنزل - بضم النون والزاي - من النزول والنزل بفتحهما الربع.