{ يوم نطوي السماء } أي: لا يحزنهم يوم نطوي سماء النفس بما فيها من صور الأعمال وهيئات الأخلاق في الصغرى { كطيّ } الصحيفة للمكتوبات التي فيها، أي: كما تطوى ليبقى ما فيها محفوظاً، أو سماء القلب بما فيها من العلوم والصفات والمعارف والمعقولات في الوسطى، أو سماء الروح بما فيها من العلوم من المشاهدات والتجليات في الكبرى { كما بدأنا أول خلق نعيده } بالبعث في النشأة الثانية على الأول أو بالرجوع إلى الفطرة الأولى على الثاني أو بالبقاء بعد الفناء على الثالث. { ولقد كتبنا في } زبور القلب { من بعد الذكر } في اللوح أن أرض البدن يرثها القوى الصالحة المنوّرة بنور السكينة بعد إهلاك الفواسق بالرياضة. أو: ولقد كتبنا في زبور اللوح المحفوظ من بعد الذكر في أمّ الكتاب { أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون } من الروح والسرّ والقلب والعقل والنفس وسائر القوى بالاستقامة بعد إهلاك الصالحين بالفناء في الوحدة { لبلاغاً } لكفاية { لقوم } عبدوا الله بالسلوك فيه { رحمة } عظيمة مشتملة على الرحيمية بهدايتهم إلى الكمال المطلق والرحمانية بأمانهم من العذاب المستأصل في زمانه لغلبة رحمته على غضبه.