{ وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ } أي يستمسك بدين الله { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } قال ابن مسعود { حَقَّ تُقَاتِهِ } أن يطاع فلا يعصى ويشكر فلا يكفر ويذكر فلا ينسى قال قتادة نزلت هذه الآية فثقلت عليهم ثم أنزل الله اليسر والتخفيف فقال{ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ } [التغابن: 16] { وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً } قال الحسن وغيره حبل الله القرآن قال محمد وأصل الحبل في اللغة العهد قال الأعشى:
وإذا أجوزها حبال قبيلة
أخذت من الأخرى إليها حبالها
يعني عهودها. قوله { وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } أي اشكروا نعمة الله عليكم { إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ } بالإيمان { فَأَصْبَحْتُمْ } يعني فصرتم { بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا } بالإسلام قال محمد قوله { شَفَا حُفْرَةٍ } يعني حرف حفرة أي قد كنتم أشرفتم على النار. { وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ } يعني بتوحيد الله { وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } يعني الشرك بالله قال محمد قوله { وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ } قيل معناه ولتكونوا كلكم أمة { وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ } هم أهل الكتاب يقول لا تفعلوا كفعلهم.