{ قَالُواْ } ولده وولد ولده الذين كانوا عنده { تَٱللَّهِ } والله { إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ ٱلْقَدِيمِ } في خطئك الأول في ذكر يوسف { فَلَمَّآ أَن جَآءَ ٱلْبَشِيرُ } وهو يهوذا بالقميص { أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَٱرْتَدَّ بَصِيراً } صار بصيرا { قَالَ } لبنيه وبني بنيه { أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنِّيۤ أَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } يقول إن يوسف حي لم يمت { قَالُواْ } ولده وولد ولده { يَٰأَبَانَا ٱسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَآ } ادع الله أن يغفر لنا ذنوبنا { إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ } مسيئين عاصين لله { قَالَ } لهم { سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيۤ } أدعو لكم ربي ليلة الجمعة آخر السحر { إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ } المتجاوز { ٱلرَّحِيمُ } لمن تاب { فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ } ضم إليه أباه وخالته لأن أمه كانت ماتت قبل ذلك { وَقَالَ ٱدْخُلُواْ } انزلوا { مِصْرَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ } وقد شاء الله { آمِنِينَ } من العدو والسوء ويقال ادخلوا مصر آمنين من العدو والسوء إن شاء الله مقدم ومؤخر { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ } على السرير { وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَاً } خضعوا له بالسجود أبواه وإخوته وكان سجودهم تحيتهم فيما بينهم كان يسجد الوضيع للشريف والشاب للشيخ والصغير للكبير كهيئة الركوع نحو فعل الأعاجم { وَقَالَ يَٰأَبَتِ هَـٰذَا } السجود { تَأْوِيلُ } تعبير { رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ } من قبل هذا { قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً } صدقاً { وَقَدْ أَحْسَنَ بَيۤ } إليّ { إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجْنِ } ونجاني من العبودية { وَجَآءَ بِكُمْ مِّنَ ٱلْبَدْوِ } من البادية { مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ } أفسد { ٱلشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِيۤ } بالحسد { إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ } لما جمع بيننا { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ } بما أصابنا { ٱلْحَكِيمُ } بالجمع والفرقة { رَبِّ } يا رب { قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ ٱلْمُلْكِ } أعطيتني ملك مصر أربعين فرسخاً في أربعين فرسخاً { وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } تعبير الرؤيا { فَاطِرَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } يا خالق السموات والأرض { أَنتَ وَلِيِّي } ربي وخالقي ورازقي وحافظي وناصري { فِي ٱلدُّنُيَا وَٱلآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً } مخلصاً بالعبادة والتوحيد { وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ } بآبائي المرسلين في الجنة { ذَلِكَ } الذي ذكرت لك يا محمد من خبر يوسف وإخوته { مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ } من أخبار الغائب عنك { نُوحِيهِ إِلَيْكَ } نرسل إليك جبريل به { وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ } عندهم { إِذْ أَجْمَعُوۤاْ أَمْرَهُمْ } اجتمعوا على أن يطرحوا يوسف في الجب { وَهُمْ يَمْكُرُونَ } يريدون بذلك هلاك يوسف { وَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ } أهل مكة { وَلَوْ حَرَصْتَ } لو جهدت كل الجهد مقدم ومؤخر { بِمُؤْمِنِينَ } بالكتب والرسل.