{ إِنَّهُ } أي: إن الله { عَلَى رَجْعِهِ } أي: على أن يبعثه بعد موته { لَقَادِرٌ } وبعضهم يقول: { إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ } أي على رجع ذلك، أي النطفة، في الاحليل لقادر. قوله: { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَآئِرُ } أي: تختبر وتظهر، يعني سرائر القلوب. وهو قوله:{ إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } [الأحزاب:72]. ذكروا أن ابن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ائتمن الله ابن آدم على ثلاث: على الصلاة ولو شاء قال صليت، وعلى الصوم ولو شاء قال صمت، وعلى الاغتسال من الجنابة ولو شاء قال قد اغتسلت ثم تلا هذه الآية: { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَآئِرُ } ". قال تعالى: { فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ } من عذاب الله { وَلاَ نَاصِرٍ } أي: ينصره، وهذا المشرك. ثم أقسم فقال: { وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ } أي بالمطر عاماً فعاماً { وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } أي: بالنبات { إِنَّهُ } يعني القرآن { لَقَوْلٌ فَصْلٌ } أي لقول حق { وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ } أي: بالكذب وقال مجاهد: بالعبث. ثم قال: { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } يعني المشركين، يكيدون بالنبي عليه السلام، وذلك لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي عليه السلام، وهو قوله تعالى:{ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ } [الأنفال:30] قال تعالى: { وَأَكِيدُ كَيْداً } أي: أعذبهم في الدنيا والآخرة، فعذّبهم يوم بدر بالسيف، ويعذب كفار آخر هذه الأمة بالنفخة الأولى، ولهم عذاب النار في الآخرة. قال تعالى: { فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } أي: قليلا. وهذا وعيد في تفسير الكلبي. وقال قتادة، قليلاً، { أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } أي: ليوم بدر.