الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ }

بسم الله الرحمن الرحيم { لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ } أي لتعودهم وموالفتهم متعلق بيعبدوا والفاء زائدة لا تمنع عمل ما بعدها فيما قبلها وإنما زيدت لما في المعنى من الشرط أي إن لم يعبده قريش لنعمه التي لا تحصى فاليعبدوه لنعمة الإيلاف أو الفاء في جواب أما محذوفة غير دالة على تفصيل أو دالة عليه فيقدر عديل. واختار الدماميني تقدير أما وأورد على جعل الفاء زائدة مشعرة بشرط في المعنى تقديم ما بعد حرف الجزاء عليه أو معمول ما بعد فاء الجزاء عليها مع أن الشرط غير أما والمعمول غير اسم الشرط وأجيب بأن ذلك لا يلزم لأنا إنما قدرنا معنى الشرط بدلالة الفاء وليس المراد أن لفظ الشرط مقدر وممن علق اللام بيعبدوا ابن هشام وذكر أن بعضا جعل اللام واجبة لإختلاف زمان الإيلاف وزمان العبادة فإن زمان الإيلاف سابق على زمانها وزمانه حاضر وزمانها مستقبل وهذا الإشتراط اتحاد الزمان لنصب المفعول له وقيل متعلقة بمحذوف دل عليه فليعبدوا وقال الكسائي والأخفش متعلقة بأعجبوا مقدرا أي عجبوا بإيلافهم الرحلة ألفوها ولم يعبدوا من سخرها لهم. وقال الزجاج متعلقة بجعلهم كعصف مأكول إما على منزلة التضمين في الشعر وهو أن يتعلق معنى البيت بالذي قبله وأقول مثل هذا في الشعر معيب وليست الآية من ذلك لصحة معنى ما مضى بدون أول هذه السورة، وإما على أنهما سورة واحدة كما كتبتا في مصحف أبي سورة واحدة بلا فصل بالبسملة او غيرها وكما روي ان عمر قرأ في الاولى من المغرب والتين وقرأ في الثانية ألم تر ولايلاف قريش بلا فصل اي اهلك الحبشة ودقهم ليثبوا على الرحلتين ولا يجتري عليهم احد فنزيدهم مهابة وكانوا محترمين فيها لانهم خدمة بيت الله بخلاف غيرهم فانهم يخاف عليهم من القطاع والمنتهيين. والجمهور على ان لايلاف قريش سورة وحدها لاطباق الصحابة والتواتر على ذلك إلا رواية شاذة عنهم. قال الشيخ خالد ويضعف التعليق بجعلهم ان جعلهم كعصف إنما كان لكفرهم وجرأتهم على البيت ويجاب بأن جزاء الكفر والجرأة هو يوم القيامة أو هذا الجزاء الواقع في الدنيا لأجلهما ولأجل لا يتلاف وذكر التعليل بالايتلاف دون التعليل بهما لأنه لم يتعلق غرض بهما يعود إلى قريش بخلاف الإيتلاف فإنه منه عليهما أو الجعل لأجلهما لكن اللام للعاقبة لما هلكوا لكفرهم وجرئتهم صار هلاكهم صلاحا لقريش فكأنه وقع الإهلاك لصلاحهم ولا تشدد لام لإيلاف لأجل تنوين مأكول لأن البسملة فاصلة وهي آية لا بد من قراءتها وهكذا لا يؤثر آخر السورة فيما بعد البسملة لا نطقا ولا خطا هذا مذهبنا معشر الأباضية ومذهب من وافقنا وإيلاف مصدر ألف كأتى إيتاء بهمزة بعدها ألف في الفعل فالهمزة زائدة وهي همزة أفعل والألف بدل من همزة هي فاء الكلمة فوزن إيلاف إفعال أو مصدر ألف والهمزة فاء الكلمة والألف زائدة فالوزن فاعل بفتح العين ووزن المصدر فيعال بكسر الفاء كقاتل قتالا كذا قيل ويرده أن إثبات ياء فيعال وهي بدل ألف فاعل بفتح العين نادرا أو ضروري، وقرأ ابن عامر لالاف قريش بدون ياء مثل قاتل قتالا فالهمزة فاء الكلمة ألف إيلافا ومؤالفة كقاتل قتالا ومقاتل.

السابقالتالي
2