قال ابن عطاء: إذا شغلك به عما دونه فقد حال الفتح من الله، والفتح هو النجاة من السجن والبشرى بلقاء الله. سمعت أبا الحسين بن يحيى الشافعى يقول: سألت أبا الحسين اليوشجى عن قوله: { وَٱسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً } [النصر: 3] ما هذا الاستغفار؟ ما هذه التوبة؟ فقال: أما لسان العارفين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُر بدخول الناس عليه أفواجًا فنظر إلى الناس والسبب وإلى دعوتك، ولم ينظر إلى المسبب فأنزل الله تعالى:{ فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَاطِلَ } [الشورى: 24]. أى: المجيب إلى دعوتك من كتبنا له السعادة فى الأزل. قال الواسطى رحمه الله: { إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } أى فتح عليك العلوم، { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ } على ما كان من قلة العلم بما أريد منك { إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً }. قال النبى صلى الله عليه وسلم: " بعثت إلى نفسى ". وقال ابن عطاء: إذا فتح عليك علوم القربة، وأحوال الاشتياق. وقال بعضهم: { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ } على ما كان منك من قلة العلم بما أريد منك.