وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى { ٱقْرَأْ } يقول اقرأ يا محمد القرآن وهذا أول ما نزل به جبريل { بِٱسْمِ رَبِّكَ } بأمر ربك { ٱلَّذِي خَلَقَ } الخلائق { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ } يعني ولد آدم { مِنْ عَلَقٍ } من دم عبيط فقال النبي عليه الصلاة والسلام ما أقرأ يا جبريل فقرأ عليه جبريل أربع آيات من أول هذه السورة فقال له { ٱقْرَأْ } القرآن يا محمد { وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ } المتجاوز الحليم عن جهل العباد { ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ } الخط بالقلم { عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ } يعني الخط بالقلم { مَا لَمْ يَعْلَمْ } قبل ذلك ويقال علم الإنسان يعني آدم أسماء كل شيء ما لم يعلمه قبل ذلك { كَلاَّ } حقاً يا محمد { إِنَّ ٱلإِنسَانَ } يعني الكافر { لَيَطْغَىٰ } ليبطر فيرتفع من منزلة إلى منزلة في المطعم والمشرب والملبس والمركب { أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ } إذا رأى نفسه مستغنياً عن الله بالمال { إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ } يا محمد { ٱلرُّجْعَىٰ } مرجع الخلائق في الآخرة ثم نزل في شأن أبي جهل بن هشام حيث أراد أن يطأ عنق النبي عليه الصلاة والسلام في الصلاة فقال { أَرَأَيْتَ } يا محمد { ٱلَّذِي يَنْهَىٰ عَبْداً } يعني محمداً عليه الصلاة والسلام { إِذَا صَلَّىٰ } لله { أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ } وهو على الهدى يعني النبوة والإسلام { أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ } وأمر بالتوحيد { أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ } وهو كذب بالتوحيد يعني أبا جهل { وَتَوَلَّىٰ } عن الإيمان { أَلَمْ يَعْلَم } أبو جهل { بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ } صنيعه بالنبي صلى الله عليه وسلم { كَلاَّ } حقاً يا محمد { لَئِن لَّمْ يَنتَهِ } لم يتب أبو جهل عن أذى النبي صلى الله عليه وسلم { لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ } لنأخذن ناصيته وهو مقدم رأسه { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ } على الله { خَاطِئَةٍ } مشركة بالله { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } قومه وأهل مجلسه { سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ } يعني زبانية النار { كَلاَّ } حقاً يا محمد { لاَ تُطِعْهُ } يعني أبا جهل فيما يأمرك أن لا تصلي لربك { وَٱسْجُدْ } لربك { وَٱقْتَرِب } إليه بالسجود.