الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِيۤ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمآ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }

{ قَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ }. 1135 قالت عائشة رضي الله عنها الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات لقد كلمت المجادلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جانب البيت وأنا عنده لا أسمع، وقد سمع لها. وعن عمر أنه كان إذا دخلت عليه أكرمها وقال قد سمع الله لها. وقرىء «تحاورك» أي تراجعك الكلام. وتحاولك، أي تسائلك، وهو خولة بنت ثعلبة امرأة أوس بن الصامت أخي عبادة 1136 رآها وهي تصلي وكانت حسنة الجسم، فلما سلمت راودها فأبت، فغضب وكان به خفة ولمم، فظاهر منها، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن أوساً تزوجني وأنا شابة مرغوب فيّ، فلما خلا سني ونثرت بطني ـــ أي كثر ولدي ـــ جعلني عليه كأمّه. وروى 1137 أنها قالت له إنّ لي صبية صغاراً، إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إليّ جاعوا. فقال ما عندي في أمرك شيء. وروى 1138 أنه قال لها حرمت عليه، فقالت يا رسول الله، ما ذكر طلاقاً وإنما هو أبو ولدي وأحب الناس إليّ، فقال حرمت عليه، فقالت أشكو إلى الله فاقتى ووجدي، كلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمت عليه، هتفت وشكت إلى الله، فنزلت { فِى زَوْجِهَا } في شأنه ومعناه { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } يصح أن يسمع كل مسموع ويبصر كل مبصر. فإن قلت ما معنى قد في قوله قد سمع؟ قلت معناه التوقع لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمجادلة كانا يتوقعان أن يسمع الله مجادلتها وشكواها وينزل في ذلك ما يفرّج عنها.