الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }

واقول والله اعلم بغيبه أن اول من كفر تلك النعمة وجحد حقها عثمان بن عفان جعله المسلمون على انفسهم واموالهم ودينهم فخانهم في كل ذلك زاد في مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم ووسعه وابتاع من قوم وابى آخرون فغصبهم فصاحوا به فسيرهم للحبس وقال قد فعل بكم عمر هذا فلم تصيحوا به فكلمه فيهم عبدالله بن خالد بن اسيد فاطلقهم من السجن وقد جمع في ذلك غصب المال وقذف عمر رضي الله عنه وعزل سعد بن ابي وقاص عن الكوفة بلا حدث منه رضي الله عنه واستعمل اخاه لامه وهو الوليد بن عقبة ونزلواتقوا فتنة } بحضرة ابي بكر وعمر رضي الله عنهما وعثمان وعلي فقال لعثمان بك تفتح وبك تنشب وقال لعلي انت امامها وزمامها وقائدها تمشي فيها مشي البعير في قيده. وقا لضرس بعض الجلوس في نار جهنم اعظم من جبل احد وقال يثور دخانها تحت قدمي رجل يزعم انه مني وليس مني الا ان اوليائي المتقون واول ما نقم المسلمون على عثمان انه لم ينفذ ما اوصاه به عمر في ابنه عبيدالله وقد قتل جفينه والهرمزان في السوق بخنجر وقد اسلما وحسن اسلامهما. وقيل جفينة نصراني لامرهما ابا لؤلؤة بقتل ابيه فيما قيل فاوصى الستة الذين جعل الامامة شورى بينهم ومن ولي منكم فليكلف ابني عبيدالله البينة انهما امرا ابا لؤلؤة بقتلي فان لم يات بها فليقد بهما فجعل عثمان يعتل بعلل وعبيدالله يدعي بينة غائبة وعبيدالله هذا ولد في عهد رسول الله ولم يرو عنه حدّه عمر في الخمر. وقعد في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنبر وكان ابو بكر نزل درجة وعمر درجتين وادخل عثمان الحكم ابن ابي العاص طريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعينه المدينة وقد طرده صلى الله عليه وسلم إلى جزيرة تسمى دهلك لانه هجاه بسبعين بيتا من شعر فقال اللهم اني لا احسن الشعر فالعنه بكل بيت وقد كلم ابا بكر عثمان واناس من بني امية في ادخاله فقال قد ضللت إذاً وما انا من المهتدين. ولما تولى عمر كلموه فاغلظ عليهم ولما تولى عثمان ادخله واعطاه مائة ألف درهم من فيء المسلمين واعطى مروان بن الحكم خمس المال المجلوب من افريقية حين فتحت واخاه الحارث بن الحكم مائة الف درهم من صدقة البحرين وعبدالله بن خالد بن اسيد بن ابيّ ستمائة ألف درهم من صدقة البصرة وارسل اليه أبو موسى الاشعري بمال عظيم من صدقة البصرة فقسمه بين اولاده واهله بالصحائف وحمى مواطن المطر من ارض البادية لاهله وخاصته وعزل عمال عمر بلا حدث وهم فقهاء من السابقين الاولين واستعمل السفهاء من أهل بيته وقرابته استبدل بالصالح الطالح وبالعالم الجاهل استعمل الوليد بن عقبة اخاه لامه على الكوفة وهو طالح واستعمل عبدالله بن عامر على البصرة وهو ابن خاله وعبدالله بن سعد بن ابي سرح على مصر وهو اخوه من الرضاعة ويعلا بن امية على اليمن وهو حليف لبني امية وأسيد بن الاخنس ابن شريق الثقفي حليف بني زهرة وهو ابن عمة عثمان ولم يدع صالحا الا عزله واستعمل من يرجو طاعته ونصره.

PreviousNext
1 2 4 5 6 7