الرئيسية - التفاسير


* تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { قَدْ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَٱللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ } * { وَإِذْ أَسَرَّ ٱلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَـٰذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْخَبِيرُ } * { إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ } * { عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَعْتَذِرُواْ ٱلْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ تُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِى ٱللَّهُ ٱلنَّبِيَّ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَٱغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

وقوله { وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه } الخ، التظاهر التعاون، وأصل { وإن تظاهرا } وإن تتظاهرا، وضمير الفصل في قوله { فإن الله هو مولاه } للدلالة على أن لله سبحانه عناية خاصة به صلى الله عليه وآله وسلم ينصره ويتولى أمره من غير واسطة من خلقه، والمولى الولي الذي يتولى أمره وينصره على من يريده بسوء. و { جبريل } عطف على لفظ الجلالة، و { صالح المؤمنين } عطف كجبريل، والمراد بصالح المؤمنين على ما قيل الصلحاء من المؤمنين فصالح المؤمنين واحد أُريد به الجمع كقولك لا يفعل هذا الصالح من الناس تريد به الجنس كقولك لا يفعله من صلح منه ومثله قولك كنت في السامر والحاضر. وفيه قياس المضاف إلى الجمع إلى مدخول اللام فظاهر صالح المؤمنين غير ظاهر " الصالح من المؤمنين ". ووردت الرواية من طرق أهل السنة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام أن المراد بصالح المؤمنين علي عليه أفضل السلام، وستوافيك إن شاء الله. وفي المراد منه أقوال أُخر أغمضنا عنها لعدم دليل عليها. وقوله { والملائكة بعد ذلك ظهير } إفراد الخبر للدلالة على أنهم متفقون في نصره متحدون صفاً واحداً، وفي جعلهم بعد ذلك أي بعد ولاية الله وجبريل وصالح المؤمنين تعظيم وتفخيم. ولحن الآيات في إظهار النبي صلى الله عليه وآله وسلم على من يؤذيه ويريده بسوء وتشديد العتاب على من يتظاهر عليه عجيب، وقد خوطب فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولاً وعوتب على تحريمه ما أحل الله له وأُشير عليه بتحلة يمينه وهو إظهار وتأييد وانتصار له وإن كان في صورة العتاب. ثم التفت من خطابه إلى خطاب المؤمنين في قوله { وإذ أسرَّ النبي إلى بعض أزواجه } يشير إلى القصة وقد أبهمها إبهاماً وقد كان أيَّد النبي وأظهره قبل الإشارة إلى القصة وإفشائها مختوماً عليها، وفيه مزيد إظهاره. ثم التفت من خطاب المؤمنين إلى خطابهما وقرر أن قلوبهما قد صغت بما فعلتا ولم يأمرهما أن تتوبا من ذنبهما بل بين لهما أنهما واقعتان بين أمرين إما أن تتوبا وإما أن تظاهرا على من الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك أجمع ثم أظهر الرجاء إن طلقهن أن يرزقه الله نساء خيراً منهن. ثم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يجاهد الكفار والمنافقين ويغلظ عليهم. وانتهى الكلام إلى ضربه تعالى مثلين مثلاً للذين كفروا ومثلاً للذين آمنوا. وقد أدار تعالى الكلام في السورة بعد التعرض لحالهما بقوله { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه } الخ، بين التعرض لحال المؤمنين والتعرض لحال الكفار فقال { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم } الخ، و { يا أيها الذين كفروا لا تعتذروا } الخ، وقال { يا أيها الذين آمنوا توبوا } الخ، و { يا أيها النبي جاهد } الخ، وقال { ضرب الله مثلاً للذين كفروا } ، { وضرب الله مثلاً للذين آمنوا }.

PreviousNext
1 2 4 5 6 7 8 9 10  مزيد