الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْفِرْدَوْسِ نُزُلاً } * { خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً } * { قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً } * { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً }

وفي الكافي عنه عليه السلام في هذه الآية الرّجل يعمل شيئاً من الثواب لا يطلب به وَجه الله انّما يطلب تزكية النّاس يشتهي ان يسمع به النّاس فهذا الّذي اشرك بعبادة ربّه ثم قال ما من عبد اسرّ خيراً فذهبت الايّام ابداً حتى يظهر الله له خيراً وما من عبد يسرّ شرّاً فذهبت الايّام حتّى يظهر الله له شرّاً.

وعنه عليه السلام انه سئل عن الرّجل يعمل الشيء من الخير فيراه انسان فيسّره ذلك قال لا بأس ما من احد الاّ ويحبّ ان يظهر له في النّاس الخير اذا لم يصنع ذلك لذلك.

وعن الرّضا عليه السلام انّه كان يتوضّأ للصّلاة فأراد رجل ان يصبّ الماء على يديه فأبى وقرأ هذه الآية وقال وها انا ذا أتوضأ للصلاة وهي العبادة فأكره ان يشركني فيها احدٌ.

أقول: وهذا تفسير آخر للآية ولعلّه تنزيه وذلك تحريم.

والعيّاشي عن الصادق عليه السلام انه سئل عن تفسير هذه الآية فقال من صلّى او صام او اعتق او حجّ يريد محمدة النّاس فقد اشرك في عمله وهو مشرك مغفور.

أقول: يعني انّه ليس من الشّرك الّذي قال الله تعالى انّ الله لا يغفر أَنْ يُشركَ بِهِ وذلك لأنّ المراد بذلك الشرك الجليّ وهذا هو الشّرك الخفيّ.

وفي المجمع عن النبي صلّى الله عليه وآله قال الله عزّ وجلّ " انا أغنى الشّركاء عن الشّرك فمن عمل عملاً اشرك فيه غيري فأنا منه بريء فهو للّذي اشرك ".

والعيّاشي عن الصادق عليه السلام قال انّ الله يقول انا خير شريك ومن عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له وعنهما عليهما السلام لو انّ عبداً عمل عملاً يطلب به رحمة الله والدّار الآخرة ثمّ ادخل فيه رضا احد من النّاس كان مشركاً.

والعيّاشي عن الصّادق عليه السلام انّه سئل عن هذه الآيه فقال العمل الصالح المعرفة بالأئمة وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً التّسليم لعليّ عليه السلام ولا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له ولا هو من اهله.

والقمّي عنه عليه السّلام { وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً } قال لا يتّخذ مع ولاية آل محمّد صلوات الله عليهم غيرهم وولايتهم العمل الصالح من اشرك بعبادة ربّه فقد اشرك بولايتنا وكفر بها وجحد امير المؤمنين عليه السلام حقّه وولايته.

في الفقيه عن النبيّ صلّى الله عليه وآله " من قرأ هذه الآية عند منامه قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ الى آخرها سطع له نور من المسجد الحرام حشو ذلك النّور ملائكة يستغفرون له حتّى يصبح " وفي ثواب الاعمال عن امير المؤمنين عليه السلام ما من عبد يقرأ قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلكُمْ الى آخر السّورة الاّ كان له نور من مضجعه الى بيت الله الحرام فان كان من اهل بيت الله الحرام كان له نور الى بيت المقدس.

PreviousNext
1 3