الرئيسية - التفاسير


* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } * { وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً } * { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً } * { قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً } * { وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً } * { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } * { قُلِ ٱدْعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدْعُواْ ٱلرَّحْمَـٰنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ ٱلأَسْمَآءَ ٱلْحُسْنَىٰ وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَٱبْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً }

القمّي عن الصادق عليه السلام في هذه الآية الجهر بها رفع الصوت والتّخافت ما لا تسمع نفسك واقرأ بين ذلِكَ.

وعن الباقر عليه السلام فيها الإِجهار أن ترفع صوتك تُسمعه من بَعُد عنك والإِخفات أن لا تسمع من معك إلاّ يسيراً.

والعياشي عن الصادق عليه السلام الجهر بها رفع الصوت والمخافتة ما لم تسمع أذناك وما بين ذلك قدر ما تسمع أذنيك.

وفي الكافي والعياشي عنه عليه السلام المخافتة ما دون سمعك والجهر أن ترفع صوتك شديداً وعنه عليه السلام أنه سئل أعلى الإِمام أن يسمع من خلفه وان كثروا قال ليقرأ قراءة وسطاً ثم تلا هذه الآية.

والعياشي عنهما عليهما السلام كان رسول الله صلىَّ الله عليه وآله وسلم إذا كان بمكّة جهر صوته فيعلم بمكانه المشركون فكانوا يؤذونه فأنزلت هذه الآية عند ذلك.

وعن الباقر عليه السلام أنّه قال للصادق عليه السلام يا بنيّ عليك الحسنة بين السّيئتين تمحُوهما قال وكيف ذلك يا أبة قال مثل قول الله ولا تجهر الآية ومثل قوله ولا تجعل يدك مغلولةً الآية ومثل قوله والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا الآية فاسرفوا سيّئة واقتُروا سيّئة وكان بين ذلك قواماً حسنة فعليكَ بالحَسَنة بين السّيّئتين.

أقولُ: أراد أمره بالتوسّط في الأمور كلّها ليسلمَ من الإِفراط والتفريط.

وعن الباقر عليه السلام في هذه الآية أنّها نسختها فَاصْدَع بما تؤمر وعنه عليه السلام تفسيرها ولا تجهر بولاية عليّ عليه السلام ولا بما أكرمته به حتّى آمُرك بذلك ولا تخافت بها يعني لا تكتمها عليّاً عليه السلام وأعلمه بما أكرمته به وابتغ بين ذلك سبيلا سلني إن أذن لك أن تجهر بأمر عليّ بولايته فأذن له باظهار ذلك يوم غدير خم.


PreviousNext
1