الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ يَسْأَلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ ٱللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً } * { إِنَّ ٱللَّهَ لَعَنَ ٱلْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً } * { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } * { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يٰلَيْتَنَآ أَطَعْنَا ٱللَّهَ وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولاَ } * { وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ } * { رَبَّنَآ آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ وَٱلْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهاً }

{ ربنا آتهم ضعفين من العذاب } بضلالهم في نفوسهم وإضلالهم إيانا أي عذّبهم مثلي ما تعذب غيرهم { والعنهم لعناً كبيراً } مرة بعد أخرى وزدهم غضباً إلى غضبك وسخطاً إلى سخطك. ثم خاطب سبحانه المظهرين للإِيمان فقال { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرَّأه الله مما قالوا } أي لا تؤذوا محمداً صلى الله عليه وسلم كما آذى بنو اسرائيل موسى فإن حق النبي صلى الله عليه وسلم أن يعظمّ ويبجّل لا أن يؤذى واختلفوا فيما أوذي به موسى على أقوال: أحدها: أن موسى وهارون صعدوا الجبل فمات هارون فقالت بنو إسرائيل أنت قتلته فأمر الله الملائكة فحملته حتى مرّوا به على بني إسرائيل وتكلمت الملائكة بموته حتى عرفوا أنه قد مات وبرَّأه الله من ذلك عن علي ع وابن عباس واختاره الجبائي. وثانيها: أن موسى كان حيياً ستيراً يغتسل وحده فقالوا ما يستتر منا إلا لعيب بجلده إما برص وإما ادْرَة فذهب مرّة يغتسل فوضع ثوبه على حجر فمر الحجر بثوبه فطلبه موسى فرآه بنو إسرائيل عرياناً كأحسن الرجال خلقاً فبرأه الله مما قالوا رواه أبو هريرة مرفوعاً. وقال قوم: إن ذلك لا يجوز لأن فيه إشهار النبي وإبداء سوأته على رؤوس الأشهاد وذلك ينفر عنه. وثالثها: أن قارون استأجر مُومِسة لتقذف موسى بنفسها على رأس الملأ فعصمه الله تعالى من ذلك على ما مرَّ ذكره عن أبي العالية. ورابعها: أنهم آذوه من حيث إنهم نسبوه إلى السحر والجنون والكذب بعد ما رأوا الآيات عن أبي مسلم. { وكان عند الله وجيهاً } أي عظيم القدر رفيع المنزلة يقال: وجه وجاهة فهو وجيه إذا كان ذا جاه وقدر. قال ابن عباس: كان عند الله خطيراً لا يسأله شيئاً إلاّ أعطاه.

PreviousNext
1