الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } * { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ } * { إِنَّ فِي هَـٰذَا لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ } * { وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } * { قُلْ إِنَّمَآ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } * { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ ءَاذَنتُكُمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ وَإِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ } * { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ } * { وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } * { قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ }

وقيل: معناه إن في هذا القرآن ودلائله { لبلاغاً } أي كفاية ووصلة إلى البغية والبلاغ سبب الوصول إلى الحق { لقوم عابدين } لله مخلصين له. قال كعب: هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين يصلّون الصلوات الخمس ويصومون شهر رمضان سمّاهم عابدين. { وما أرسلناك } يا محمد { إلا رحمة للعالمين } أي نعمة عليهم. قال ابن عباس: رحمة للبرِّ والفاجر والمؤمن والكافر فهو رحمة للمؤمن في الدنيا والآخرة ورحمة للكافر بأن عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والمسخ وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم. " قال لجبرائيل لما نزلت هذه الآية: " هل أصابك من هذه الرحمة شيء " قال: نعم إني كنت أخشى عاقبة الأمر فآمنت بك لما أثنى الله عليَّ بقوله { ذي قوة عند ذي العرش مكين } [التكوير: 20] وقد قال إنما أنا رحمة مهداة " وقيل: إن الوجه في أنه نعمة على الكافر أنه عرضه للإيمان والثواب الدائم وهداه وإن لم يهتد كمن قدم الطعام إلى جائع فلم يأكل فإنه منعم عليه وإن لم يقبل وفي الآية دلالة على بطلان قول أهل الجبر في أنه ليس لله على الكافر نعمة لأنه سبحانه بيَّن أنَّ في إرسال محمد صلى الله عليه وسلم نعمة على العالمين وعلى كل من أرسل إليهم. ثم قال ع { قل إنما يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون } أي مستسلمون منقادون لذلك بأن تتركوا عبادة غير الله. وقيل: معناه الأمر أي أسلموا كقولهفهل أنتم منتهون } [المائدة: 91] أي انتهوا { فإن تولوا } أي أعرضوا ولم يسلموا { فقل آذنتكم } أي أعلمتكم بالحرب { على سواء } أي إيذاناً على سواء إعلاماً نستوي نحن وأنتم في علمه لا استيذاناً به دونكم لتتأهبوا لما يراد بكم ومثله قولهفانبذ إليهم على سواء } [الأنفال: 58]. وقيل: معناه أعلمتكم بما يجب الإعلام به على سواء في الإيذان لم أبين الحق لقوم دون قوم ولم أكتمه لقوم دون قوم وفي هذا دلالة على بطلان قول أصحاب الرموز وأن للقرآن بواطن خصَّ بالعلم بها أقوام. { وإن أدري } أي وما أدري { أقريب أم بعيد ما توعدون } يعني أجل يوم القيامة فإن الله تعالى هو العالم بذلك. وقيل: معناه أذنتكم بالحرب ولا أدري متى أؤذن فيه { إنه يعلم الجهر من القول ويعلم مما تكتمون } أي إن الله يعلم السر والعلانية { وإن أدري } أي وما أدري { لعله } كناية عن غير مذكور { فتنة لكم } أي لعل ما أذنتكم به اختيار لكم وشدة تكليف ليظهر صنيعكم عن الزجاج. وقيل: لعل هذه الدنيا فتنة لكم عن الحسن. وقيل: لعل تأخير العذاب محنة واختبار لكم لترجعوا عما أنتم عليه { ومتاع إلى حين } أي تتمتعون به إلى وقت انقضاء آجالكم. { قل رب احكم بالحق } أي فوّض أمورك يا محمد إلى الله وقل يا رب احكم بيني وبين من كذَّبني بالحق.

PreviousNext
1 2 3 5