الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْمُعَذَّبِينَ } * { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ } * { وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } * { وَتَوكَّلْ عَلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } * { ٱلَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ } * { وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّاجِدِينَ } * { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

وقد رواه أبو جعفر بن جرير عن ابن حميد عن سلمة عن ابن إسحاق، عن عبد الغفار بن القاسم بن أبي مريم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب فذكر مثله، وزاد بعد قوله " إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا؟ " قال فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت ــــ وإني لأحدثهم سناً، وأرمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً ــــ أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي ثم قال " إن هذا أخي، وكذا وكذا، فاسمعوا له وأطيعوا " قال ثم قام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. تفرد بهذا السياق عبد الغفار بن القاسم أبي مريم، وهو متروك كذاب شيعي، اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث، وضعفه الآئمة رحمهم الله. طريق أخرى قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي، أخبرنا الحسين بن عيسى بن ميسرة الحارثي، حدثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث قال قال علي رضي الله عنه لما نزلت هذه الآية { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ } قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام، وإناء لبناً " قال ففعلت، ثم قال " ادع بني هاشم " قال فدعوتهم، وإنهم يومئذٍ أربعون غير رجل، أو أربعون ورجل، قال وفيهم عشرة كلهم يأكل الجذعة بإدامها، قال فلما أتوا بالقصعة، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذروتها، ثم قال " كلوا " ، فأكلوا حتى شبعوا، وهي على هيئتها، لم يرزؤوا منها إلا اليسير، قال ثم أتيتهم بالإناء فشربوا حتى رووا، قال وفضل فضل، فلما فرغوا، أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتكلم، فبدروه الكلام، فقالوا ما رأينا كاليوم في السحر. فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال " اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام " فصنعت، قال فدعاهم، فلما أكلوا وشربوا، قال فبدروه فقالوا مثل مقالتهم الأولى، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لي " اصنع لي رجل شاة بصاع طعام " فصنعت، قال فجمعتهم، فلما أكلوا وشربوا، بدرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلام، فقال " أيكم يقضي عني دَيْني، ويكون خليفتي في أهلي؟ " قال فسكتوا، وسكت العباس خشية أن يحيط ذلك بماله، قال وسكت أنا لسن العباس. ثم قالها مرة أخرى، فسكت العباس، فلما رأيت ذلك، قلت أنا يا رسول الله فقال أنت قال وإني يومئذٍ لأسوأهم هيئة، وإني لأعمش العينين، ضخم البطن، خمش الساقين، فهذه طرق متعددة لهذا الحديث عن علي رضي الله عنه، ومعنى سؤاله صلى الله عليه وسلم لأعمامه وأولادهم أن يقضوا عنه دينه، ويخلفوه في أهله، يعني إن قتل في سبيل الله، كأنه خشي إذا قام بأعباء الإنذار أن يقتل، فلما أنزل الله تعالى

PreviousNext
1 2 3 4 6