الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّتِيۤ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَٱبْنَهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }

{ أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } إحصاناً كلياً من الحلال والحرام جميعاً كما قالتوَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً } مريم 20. فإن قلت نفخ الروح في الجسد عبارة عن إحيائه. قال الله تعالىفَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى } الحجر 29 أي أحييته. وإذا ثبت ذلك كان قوله { فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا } ظاهر الإشكال لأنه يدل على إحياء مريم قلت معناه نفخنا الروح في عيسى فيها، أي أحييناه في جوفها. ونحو ذلك أن يقول الزمار نفخت في بيت فلان، أي نفخت في المزمار في بيته. ويجوز أن يراد وفعلنا النفخ في مريم من جهة روحنا وهو جبريل عليه السلام لأنه نفخ في جيب درعها فوصل النفخ إلى جوفها. فإن قلت هلا قيل آيتين كما قالوَجَعَلْنَا ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ ءايَتَيْنِ } الإسراء 12؟ قلت لأن حالهما بمجموعهما آية واحدة، وهي ولادتها إياه من غير فحل.