الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ } * { لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } * { تَنَزَّلُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ } * { سَلاَمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ ٱلْفَجْرِ }

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد { إنَّا أنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } قال: ليلة الحُكْم. قال: ثنا وكيع. عن سفيان، عن محمد بن سْوقَة، عن سعيد بن جُبير: يؤذن للحجاج في ليلة القدر، فيكتبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، فلا يغادر منهم أحد، ولا يُزاد فيهم، ولا ينقص منهم. حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَية، قال: ثنا ربيعة بن كلثوم، قال: قال رجل للحسن وأنا أسمع: رأيت ليلة القدر في كلّ رمضان هي؟ قال: نعم، والله الذي لا إله إلا هو إنها لفى كلّ رمضان، وإنها لليلة القدر،فيها يُفرق كلّ أمر حكيم } ، فيها يقضي الله كلّ أجل وعمل ورزق، إلى مثلها. حدثنا أبو كُرَيب. قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عمر. قال: ليلة القدر في كلّ رمضان. وقوله: { وَمَا أدْرَاكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ } يقول: وما أشعرك يا محمد أيّ شيء ليلة القدر خير من ألف شهر. اختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: العمل في ليلة القدر بما يرضي الله، خير من العمل في غيرها ألفَ شهر. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، قال: بلغني عن مجاهد { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ } قال: عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر. قال: ثنا الحكم بن بشير، قال: ثنا عمرو بن قيس الملائي، قوله: { خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ } قال: عملٌ فيها خير من عمل ألف شهر. وقال آخرون: معنى ذلك أن ليلة القدر خير من ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة { خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ } ليس فيها ليلة القدر. وقال آخرون في ذلك ما: حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حَكّام بن سلم، عن المُثَنَّى بن الصَّبّاح، عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم يجاهد العدوّ بالنهار حتي يُمْسي، ففعل ذلك ألف شهر، فأنزل الله هذه الآية: { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ } قيام تلك الليلة خير من عمل ذلك الرجل. وقال آخرون في ذلك ما: حدثني أبو الخطاب الجاروديّ سُهيل، قال: ثنا سَلْم بن قُتيبة، قال: ثنا القاسم بن الفضل، عن عيسى بن مازن، قال: قلت للحسن بن عليّ رضي الله عنه: يا مسوِّد وجوه المؤمنين، عمدت إلى هذا الرجل، فبايعت له، يعني معاوية بن أبي سفيان فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُرِي في منامه بني أميَّة يَعْلُون منبره خليفة خليفة، فشقّ ذلك عليه، فأنزل الله:إنَّا أعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ } و { إنَّا أنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَما أدْرَاكَ ما لَيْلَةُ الْقَدرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ } يعني مُلْكَ بني أمية قال القاسم: فحسبنا مُلْكَ بني أمية، فإذا هو ألف شهر.

PreviousNext
1 3 4