الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } * { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } * { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا } * { وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا }

دَارٌ دَحاها ثُمَّ أعْمَرَنا بِها   وأقامَ بالأخْرَى التي هيَ أمْجَدُ
وقول أوس بن حجر في نعت غيث:
يَنْفِي الحصَى عن جديد الأرْضِ مُبْتَرِكٌ   كأنَّه فاحِصٌ أو لاعبٌ داحِي
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { والأرْضَ بَعْدَ ذلكَ دَحاها }: أي بسطها. حدثني محمد بن خلف، قال: ثنا رَوّاد، عن أبي حمزة، عن السديّ { دَحاها } قال: بسطها. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان: دحاها: بسطها. وقال ابن زيد في ذلك ما: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { دَحاها } قال: حرثها شقَّها وقال: { أخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها } ، وقرأ:ثُمَّ شَقَقْنا الأرْضَ شَقًّا... } حتى بلغوَفاكِهَةً وأبًّا } ، وقال حين شقَّها أنبتَ هذا منها، وقرأ:والأرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ } وقوله: { أخْرَجَ مِنْها ماءَها } يقول: فجَّر فيها الأنهار. { وَمَرْعاها } يقول: أنبت نباتَها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: { وَمَرْعاها } ما خلق الله فيها من النبات، وماءَها: ما فجَّر فيها من الأنهار. وقوله: { والجِبالَ أرْساها } يقول: والجبال أثبتها فيها، وفي الكلام متروك استغني بدلالة الكلام عليه من ذكره، وهو فيها، وذلك أن معنى الكلام: والجبال أرساها فيها. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { والجِبالَ أرْساها }: أي أثبتها لا تَمِيد بأهلها. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمِيّ، عن عليّ قال: لما خلق الله الأرض قَمَصَت وقالت: تَخْلُق عليَّ آدمَ وذرّيته يُلقون عليَّ نَتْنهم، ويعملون عليَّ بالخطايا فأرساها الله، فمنها ما ترون، ومنها ما لا ترون، فكان أوّل قرار الأرض كلحم الجزور إذا نُخِر يختلج لحمها.

PreviousNext
1 2