الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّآ آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَآءَ فِيمَآ آتَاهُمَا فَتَعَالَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }

فمات ولده، ثم وُلد له بعد ذلك ولد آخر، فقال: أطعنـي وإلاَّ مات كما مات الأوّل فعصاه، فمات، فقال: لا أزال أقتلهم حتـى تسميه عبد الـحرث. فلـم يزل به حتـى سماه عبد الـحرث، فذلك قوله: { جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِـيـما آتاهُمَا }: أشركه فـي طاعته فـي غير عبـادة، ولـم يُشرك بـالله، ولكن أطاعه. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن هارون، قال: أخبرنا الزبـير بن الـخريت، عن عكرمة، قال: ما أشرك آدمُ ولا حوّاء، وكان لا يعيش لهما ولد، فأتاهما الشيطان فقال: إن سرّكما أن يعيش لكما ولد فسمياه عبد الـحرث فهو قوله: { جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِـيـما آتاهُمَا }. حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة:فَلَـمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِـيفـاً } قال: كان آدم علـيه السلام لا يولد له ولد إلاَّ مات، فجاءه الشيطان، فقال: إن سرّك أن يعيش ولدك هذا، فسميه عبد الـحرث ففعل، قال: فأشركا فـي الاسم ولـم يُشركا فـي العبـادة. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { فَلَـمَّا آتاهُمَا صَالـحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِـيـما آتاهُمَا } ذُكر لنا أنه كان لا يعيش لهما ولد، فأتاهما الشيطان، فقال لهما: سمياه عبد الـحرث وكان من وحي الشيطان وأمره، وكان شركا فـي طاعته، ولـم يكن شركا فـي عبـادته. حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: { فَلَـمَّا آتاهُمَا صَالِـحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِـيـما آتاهُمَا فَتَعالـى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } قال: كان لا يعيش لآدم وامرأته ولد، فقال لهما الشيطان: إذا ولد لكما ولد، فسمياه عبد الـحرث ففعلا وأطاعاه، فذلك قول الله: { فَلَـمَّا آتاهُمَا صَالِـحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ... } الآية. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن فضيـل، عن سالـم بن أبـي حفصة، عن سعيد بن جبـير، قوله:أثْقَلَتْ دَعَوَا اللّهَ رَبَّهُما... } إلـى قوله تعالـى: { فَتَعالـى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } قال: لـما حملت حوّاء فـي أوّل ولد ولدته حين أثقلت، أتاها إبلـيس قبل أن تلد، فقال: يا حوّاء ما هذا الذي في بطنك؟ فقالت: ما أدري. فقال: من أين يخرج؟ من أنفك، أو من عينك، أو من أذنك؟ قالت: لا أدري. قال: أرأيت إن خرج سلـيـماً أتطيعينـي أنت فـيـما آمرك به؟ قالت: نعم. قال: سميه عبد الـحرث وقد كان يسمى إبلـيس الـحرث، فقالت: نعم. ثم قالت بعد ذلك لآدم: أتانـي آت فـي النوم فقال لـي كذا وكذا، فقال: إن ذلك الشيطان فـاحذريه، فإنه عدوّنا الذي أخرجنا من الـجنة ثم أتاها إبلـيس، فأعاد علـيها، فقالت: نعم. فلـما وضعته أخرجه الله سلـيـماً، فسمته عبد الـحرث، فهو قوله: { جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِـيـما آتاهُمَا فَتَعالـى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا جرير وابن فضيـل، عن عبد الـملك، عن سعيد بن جبـير، قال: قـيـل له: أشرك آدم؟ قال: أعوذ بـالله أن أزعم أن آدم أشرك ولكن حوّاء لـما أثقلت، أتاها إبلـيس فقال لها: من أين يخرج هذا، من أنفك أو من عينك أو من فـيك؟ فقنطها، ثم قال: أرأيت إن خرج سويًّا زاد ابن فضيـل لـم يضرّك ولـم يقتلك أتطيعينـي؟ قالت: نعم.

PreviousNext
1 3 4