الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ } * { فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ } * { وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ } * { وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } * { وَمَآءٍ مَّسْكُوبٍ }

قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الكلبيّ، عن الحسن بن سعيد، عن عليّ رضي الله عنه { وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ } قال: الموز. حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو بشر، عن رجل من أهل البصرة أنه سمع ابن عباس يقول في الطلح المنضود: هو الموز. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: { وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ } قال: موزكم لأنهم كانوا يُعجبون بوجَ وظلاله من طلحه وسدره. حدثنا محمد بن سنان، قال: ثنا أبو حُذيفة، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن عطاء، في قوله: { وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ } قال: الموز. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هوذة بن خليفة، عن عوف، عن قسامة، قال: الطلح المنضود: هو الموز. قال: ثنا سليمان، قال: ثنا أبو هلال، عن قتادة، في قول الله: { وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ } قال: الموز. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة { وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ } قال: الموز. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ } كنا نحدَّث أنه الموز. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ } قال الله أعلم، إلا أن أهل اليمن يسمون الموز الطلح. وقوله: { مَنْضُودٍ } يعني أنه قد نُضِدَ بعضُه على بعض، وجمع بعضه إلى بعض. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: { وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ } قال: بعضه على بعض. حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: { وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ } متراكم، لأنهم يعجبون بوجّ وظلاله من طلحة وسدره. وقوله: { وَظِلٍّ مَمْدُودٍ } يقول: وهم في ظلّ دائم لا تنسخه الشمس فتذهبه، وكلّ ما لا انقطاع له فإنه ممدود، كما قال لبيد:
غَلَبَ البَقاءَ وكنْتُ غَيرَ مُغَلَّبِ   دَهْرٌ طَوِيلٌ دائم مَمْدُودُ
وبنحو الذي قلنا في ذلك جاءت الآثار، وقال به أهل العلم. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون { وَظِلٍّ مَمْدُودٍ } قال: خمس مئة ألف سنة. حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد مولى بني مخزوم، عن أبي هريرة، قال: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام، اقرأوا إن شئتم { وَظِلٍّ مَمْدُودٍ } فبلغ ذلك كعبا، فقال: صدق والذي أنزل التوراة على لسان موسى، والفرقان على لسان محمد، لو أن رجلاً ركب حِقَّة أو جَذَعة ثم دار بأصل تلك الشجرة ما بلغها، حتى يسقط هَرِماً، إن الله غرسها بيده، ونفخ فيها من روحه، وإن أفنانها لمن وراء سور الجنة وما في الجنة نهر إلا وهو يخرج من أصل تلك الشجرة.

PreviousNext
1 2 4 5