الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ ٱللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُـمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى ٱلإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ } * { قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ }

وقوله: { رَبَّنا أمَتَّنا اثْنَتَيْنِ وأحْيَيْتَنا اثْنَتَيْنِ } قد أتينا عليه في سورة البقرة، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع، ولكنا نذكر بعض ما قال بعضم فيه. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { أمَتَنَّا اثْنَتَيْنِ وأحْيَيْتَنا اثْنَتَيْنِ } قال: كانوا أمواتاً في أصلاب آبائهم، فأحياهم الله في الدنيا، ثم أماتهم الموتة التي لا بدّ منها، ثم أحياهم للبعث يوم القيامة، فهما حياتان وموتتان. وحُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: { أمَتَّنا اثْنَتَيْنِ وأحْيَيْتَنا اثْنَتَيْنِ } هو قول اللهكَيْفَ تَكْفُرُونَ باللَّهِ وكُنْتُمْ أمْوَاتاً فأحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إلَيْهِ تُرْجِعُونَ } حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: { رَبَّنا أمَتَنَّا اثْنَتَيْنِ وأحْيَيْتَنا اثْنَتَيْنِ } قال: هو كقوله:كَيْفَ تَكْفُرُونَ باللَّهِ وكُنتُمْ أمْوَاتاً } الآية. حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، في قوله: { أمَتَّنا اثْنَتَيْنِ وأحْيَيْتَنا اثْنَتَيْنِ } قال: هي كالتي في البقرةوكُنْتُمْ أمْوَاتاً فأحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } حدثني أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس، قال: ثنا عبثر، قال: ثنا حصين، عن أبي مالك في هذه الآية { أمَتَّنا اثْنَتَيْنِ وأحْيَيْتَنا اثْنَتَيْنِ } قال: خلقتنا ولم نكن شيئاً ثم أمتنا، ثم أحييتنا. حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، عن حصين، عن أبي مالك، في قوله: { أمَتَّنا اثْنَتَيْنِ وأحْيَيْتَنا اثْنَتَيْنِ } قالوا: كانوا أمواتاً فأحياهم الله، ثم أماتهم، ثم أحياهم. وقال آخرون فيه ما: حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ، قوله: { أمتَنَّا اثْنَتَيْنِ وأحْيَيْتَنا اثْنَتَيْنِ } قال: أميتوا في الدنيا، ثم أحيوا في قبورهم، فسئلوا أو خوطبوا، ثم أميتوا في قبورهم، ثم أحيوا في الآخرة. وقال آخرون في ذلك ما: حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله { رَبَّنا أمَتَّنا اثْنَتَيْنِ وأحْيَيْتَنا اثْنَتَيْنِ } قال: خلقهم من ظهر آدم حين أخذ عليهم الميثاق، وقرأ:وَإذْ أخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهورِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ } فقرأ حتى بلغالمُبْطِلُونَ } قال: فنسّاهم الفعل، وأخذ عليهم الميثاق، قال: وانتزع ضلعاً من أضلاع آدم القصرى، فخلق منه حوّاء، ذكره عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: وذلك قول الله:يا أيُّها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَق مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً } قال: بثّ منهما بعد ذلك في الأرحام خلقاً كثيراً، وقرأ:يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلُقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ } قال: خلقاً بعد ذلك، قال: فلما أخذ عليهم الميثاق، أماتهم ثم خلقهم في الأرحام، ثم أماتهم، ثم أحياهم يوم القيامة، فذلك قول الله: { رَبَّنا أمَتَّنا اثْنَتَيْنِ وأحْيَيْتَنا اثْنَتَيْنِ فاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا } ، وقرأ قول الله:وأخَذْنا مِنْهُم مِيثاقاً غَلِيظاً } قال: يومئذ، وقرأ قول الله:وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وأطَعْنا } وقوله: { فاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا } يقول: فأقررنا بما عملنا من الذنوب في الدنيا { فَهَلْ إلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ } يقول: فهل إلى خروج من النار لنا سبيل، لنرجع إلى الدنيا، فنعمل غير الذي كنا نعمل فيها، كما: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { فَهَلْ إلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ }: فهل إلى كرّة إلى الدنيا.

PreviousNext
1