الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ ذَلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن أيوب بن سيار أبـي عبد الرحمن، عن عمرو بن قـيس، قال: قالوا: يا نبـيّ الله، فذكر مثله. { ذلكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ } يقول تعالـى ذكره: هذا الذي يصيب هؤلاء القوم الذين وصفت صفتهم عند سماعهم القرآن من اقشعرار جلودهم، ثم لـينها ولـين قلوبهم إلـى ذكر الله من بعد ذلك، { هُدَى اللّهِ } يعنـي: توفـيق الله إياهم وفَّقهم له { يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ } يقول: يهدي تبـارك وتعالـى بـالقرآن من يشاء من عبـاده. وقد يتوجَّه معنى قوله: { ذلكَ هُدَى } إلـى أن يكون ذلك من ذكر القرآن، فـيكون معنى الكلام: هذا القرآن بـيان الله يهدي به من يشاء، يوفق للإيـمان به من يشاء. وقوله: { وَمَنْ يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هادٍ } يقول تعالـى ذكره: ومن يخذلْه الله عن الإيـمان بهذا القرآن والتصديق بـما فـيه، فـيضله عنه، فَما له من هاد يقول: فما له من مُوَفِّق له، ومسدد يسدده فـي اتبـاعه.

PreviousNext
1