حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن أيوب بن سيار أبـي عبد الرحمن، عن عمرو بن قـيس، قال: قالوا: يا نبـيّ الله، فذكر مثله. { ذلكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ } يقول تعالـى ذكره: هذا الذي يصيب هؤلاء القوم الذين وصفت صفتهم عند سماعهم القرآن من اقشعرار جلودهم، ثم لـينها ولـين قلوبهم إلـى ذكر الله من بعد ذلك، { هُدَى اللّهِ } يعنـي: توفـيق الله إياهم وفَّقهم له { يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ } يقول: يهدي تبـارك وتعالـى بـالقرآن من يشاء من عبـاده. وقد يتوجَّه معنى قوله: { ذلكَ هُدَى } إلـى أن يكون ذلك من ذكر القرآن، فـيكون معنى الكلام: هذا القرآن بـيان الله يهدي به من يشاء، يوفق للإيـمان به من يشاء. وقوله: { وَمَنْ يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هادٍ } يقول تعالـى ذكره: ومن يخذلْه الله عن الإيـمان بهذا القرآن والتصديق بـما فـيه، فـيضله عنه، فَما له من هاد يقول: فما له من مُوَفِّق له، ومسدد يسدده فـي اتبـاعه.