الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }

يقول تعالـى ذكره: وإن منكم أيها الناس إلا وارد جهنـم، كان علـى ربك يا مـحمد إيرادهموها قضاء مقضياً، قد قضى ذلك وأوجبه فـي أمّ الكتاب. واختلف أهل العلـم فـي معنى الورود الذي ذكره الله فـي هذا الـموضع، فقال بعضهم: الدخول. ذكر من قال ذلك: حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن عيـينة عن عمرو، قال: أخبرنـي من سمع ابن عبـاس يخاصم نافع بن الأزرق، فقال ابن عبـاس: الورود: الدخول، وقال نافع: لا، فقرأ ابن عبـاس:إنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّـمَ أنْتُـمْ لَهَا وَارِدُونَ } أورود هو أم لا؟ وقال:يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِـيامَةِ فأوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الوِرْدُ الـمَوْرُودُ } أورود هو أم لا؟ أما أنا وأنت فسندخـلها، فـانظر هل نـخرج منها أم لا؟ وما أرى الله مخرجك منها بتكذيبك، قال: فضحك نافع. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبـي ربـاح، قال: قال أبو راشد الـحَروريّ: ذكروا هذا فقال الـحروريّ: لا يسمعون حَسيسها، قال ابن عبـاس: ويـلك أمـجنون أنت؟ أين قوله تعالـى:يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِـيامَةِ فأوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الوِرْدِ الـمَوْرُودُ } وقولهوَنَسُوقُ الـمُـجْرِمِينَ إلـى جَهَنَّـمَ وِرْداً } ، وقوله: { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } والله إن كان دعاء من مضى: اللهمّ أخرجنـي من النار سالـماً، وأدخـلنـي الـجنة غانـماً. قال ابن جريج: يقول: الورود الذي ذكره الله فـي القرآن: الدخول، لـيردنها كل برّ وفـاجر فـي القرآن أربعة أورادفأوْرَدَهُمُ النَّارَ } وحَصَبُ جَهَنَّـمَ أنْتَـمْ لَهَا وَارِدُونَ } وَنَسُوقُ الـمُـجْرِمِينَ إلـى جَهَنَّـمَ وِرْدا } ، وقوله: { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها }. حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها كانَ عَلـى رَبِّكَ حَتْـماً مَقْضِيًّا } يعرف البرّ والفـاجر، ألـم تسمع إلـى قول الله تعالـى لفرعون:يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ القِـيامَةِ فأوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الوِرْدِ الـمَوْرُودُ } ، وقالوَنَسوق الـمُـجْرِمِينَ إلـى جَهَنَّـمَ وِرْداً } فسمى الورود فـي النار دخولاً، ولـيس بصادر. حدثنا الـحسن بن عرفة، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن بكار بن أبـي مروان، عن خالد بن معدان، قال: قال أهل الـجنة بعد ما دخـلوا الـجنة: ألـم يعدنا ربنا الورود علـى النار؟ قال: قد مررتـم علـيها وهي خامدة. قال ابن عرفة، قال مروان بن معاوية، قال بكار بن أبـي مروان، أو قال: جامدة. حدثنا مـحمد بن الـمثنى، قال: ثنا مرحوم بن عبد العزيز، قال: ثنـي أبو عمران الـجَوْنـيّ، عن أبـي خالد قال: تكون الأرض يوماً ناراً، فماذا أعددتـم لها؟ قال: فذلك قول الله:وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها كانَ عَلـى رَبِّكَ حَتْـماً مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَـجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِـمِينَ فِـيها جِثِـيًّا }

السابقالتالي
2 3 4 5 6