الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }

حدثنـي يعقوب بن إبراهيـم، قال: ثنا ابن علـية، عن الـجريريّ، عن أبـي السلـيـل، عن غنـيـم بن قـيس، قال: ذكروا ورود النار، فقال كعب: تُـمْسَكُ النارُ للناس كأنها متن إهالة، حتـى يستويَ علـيها أقدام الـخلائق بَرِّهم وفـاجرهم، ثم يناديها مناد: أن أمسكي أصحابك، ودعي أصحابـي، قال: فـيُخْسَف بكلّ ولـيّ لها، ولهي أعلـم بهم من الرجل بولده، ويخرج الـمؤمنون ندية أبدانهم. قال: وقال كعب: ما بـين منكبـي الـخازن من خزنتها مسيرة سنة، مع كلّ واحد منهم عمود له شعبتان، يدفع به الدَّفْعة، فـيصرع به فـي النار سبع مئة ألف. حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يـمان، عن مالك بن مغول، عن أبـي إسحاق، قال: كان أبو ميسرة إذا أوى إلـى فراشه، قال: يا لـيت أمي لـم تلدنـي، ثم يبكي، فقـيـل: وما يبكيك يا أبـا ميسرة؟ قال: أَخبرنا أنا واردوها، ولـم يُخبرنا أنا صادرون عنها. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن إسماعيـل، عن قـيس، قال: بكى عبد الله بن رواحة فـي مرضه، فبكت امرأته، فقال: ما يبكيكِ، قالت: رأيتك تبكي فبكيت، قال ابن رواحة: إنـي قد علـمت إنـي وارد النار فما أدري أناج منها أنا أم لا؟. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنا أبو عمرو داود بن الزبرقان، قال: سمعت السديّ يذكر عن مرّة الهمدانـي، عن ابن مسعود { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } قال: داخـلها. حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جريج، عن مـجاهد، عن ابن عبـاس، فـي قوله { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } قال: يدخـلها. حدثنا الـحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن ابن عيـينة، عن إسماعيـل بن أبـي خالد، عن قـيس بن أبـي حازم، قال: كان عبد الله بن رواحة واضع رأسه فـي حجر امرأته، فبكى، فبكت امرأته، قال: ما يبكيك؟ قالت: رأيتك تبكي فبكيت، قال: إنـي ذكرت قول الله { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } فلا أدري أنـجو منها، أم لا؟. وقال آخرون: بل هو الـمَرّ علـيها. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } يعنـي جهنـم مرّ الناس علـيها. حدثنا الـحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة فـي قوله { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } قال: هو الـمرّ علـيها. حدثنا خلاد بن أسلـم، قال: أخبرنا النضر، قال: أخبرنا إسرائيـل، قال: أخبرنا أبو إسحاق، عن أبـي الأحوص، عن عبد الله فـي قوله: { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } قال: الصراط علـى جهنـم مثل حدّ السيف، فتـمرّ الطبقة الأولـى كالبرق، والثانـية كالريح، والثالثة كأجود الـخيـل، والرابعة كأجود البهائم. ثم يـمرّون والـملائكة يقولون: اللهمّ سلـم سلـم. وقال آخرون: بل الورود: هو الدخول، ولكنه عنى الكفـار دون الـمؤمنـين. ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن الـمثنى، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا شعبة، قال: أخبرنـي عبد الله بن السائب، عن رجل سمع ابن عبـاس يقرؤها { وَإنْ مِنْكُمْ إلاَّ وَارِدُها } يعنـي الكفـار، قال: لا يردها مؤمن.

PreviousNext
1 3 4 5 6