الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ }

وإذا كانت كذلك، فغير جائز لأحد تغيـير رسم مصاحف الـمسلـمين، وإذا لـم يجز ذلك لـم يكن الصحاح من القراءة إلاَّ ما علـيه قرّاء الأمصار دون من شذّ بقراءته عنهم. وبنـحو الذي قلنا فـي معنى: { وَإنْ كانَ مَكْرُهُمْ } قال جماعة من أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك: حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: { وَقَدْ مَكَرُوا مَكرهُم وَعِنْدَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الـجِبـالُ } يقول: ما كان مكرهم لتزول منه الـجبـال. حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى، قال: ثنا مـحمد بن ثور، عن معمر، قال: قال الـحسن، فـي قوله: { وَإنْ كانَ مَكْرُهُمْ لتَزُولَ مِنْهُ الـجِبـالُ } ما كان مكرهم لتزول منه الـجبـال. حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عمرو بن عون، قال: أخبرنا هشيـم، عن عوف، عن الـحسن، قال: ما كان مكرهم لتزول منه الـجبـال. حدثنـي الـحرث، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا حجاج، عن هارون، عن يونس وعمرو، عن الـحسن: { وَإنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ منْهُ الـجِبـالُ } قالا: وكان الـحسن يقول: وإن كان مكرهم لأوهن وأضعف من أن تزول منه الـجبـال. قال: قال هارون: وأخبرنـي يونس، عن الـحسن قال: أربع فـي القرآن: { وَإنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الـجِبـالُ }: ما كان مكرهم لتزول منه الـجبـال. وقوله:لاتَّـخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إنْ كُنَّا فـاعِلِـينَ } ما كنا فـاعلـين. وقوله:إنْ كانَ للرَّحْمَنِ وَلَدٌ فأنا أوَّلُ العابِدِينَ } ما كان للرحمن ولد. وقوله:وَلَقَدْ مَكَنَّاهُمْ فِـيـما إنْ مَكَّنَّاكُمْ } ما مكناكم فـيه. قال: هارون: وحدثنـي بهنّ عمرو بن أسبـاط، عن الـحسن، وزاد فـيهنّ واحدة:فإنْ كُنْتَ فِـي شَكّ } ما كنت فـي شكّ { مِـمَّا أنْزَلْنا إلَـيْكَ }. فـالأولـى من القول بـالصواب فـي تأويـل الآية، إذ كانت القراءة التـي ذكرت هي الصواب لـما بـيَّنا من الدلالة فـي قوله: { وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ الله مَكْرُهُمْ وَإنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الـجِبـالُ } وقد أشرك الذين ظلـموا أنفسهم بربهم وافتروا علـيه فريتهم علـيه، وعند الله علـم شركهم به وافترائهم علـيه، وهو معاقبهم علـى ذلك عقوبتهم التـي هم أهلها، وما كان شركهم وفريتهم علـى الله لتزول منه الـجبـال، بل ما ضرّوا بذلك إلاَّ أنفسهم، ولا عادت بغية مكروهة إلاَّ علـيهم. حدثنا الـحسن بن مـحمد، قال: ثنا وكيع بن الـجرّاح، قال: ثنا الأعمش، عن شِمر، عن علـيّ، قال: الغدر مكر، والـمكر كفر.

PreviousNext
1 2 3