الرئيسية - التفاسير


* تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } * { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } * { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } * { قُتِلَ أَصْحَابُ ٱلأُخْدُودِ } * { ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ } * { إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ } * { وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } * { وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } * { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْكَبِيرُ } * { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } * { إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ } * { وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلْوَدُودُ } * { ذُو ٱلْعَرْشِ ٱلْمَجِيدُ } * { فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ } * { هَلُ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْجُنُودِ } * { فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ } * { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي تَكْذِيبٍ } * { وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِمْ مُّحِيطٌ } * { بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ } * { فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ }

إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } هود 102 { إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىء وَيُعِيدُ } أي يخلق الخلق أوّلاً في الدنيا، ويعيدهم أحياء بعد الموت. كذا قال الجمهور. وقيل يبدىء للكفار عذاب الحريق في الدنيا، ثم يعيده لهم في الآخرة، واختار هذا ابن جرير، والأوّل أولى. { وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلْوَدُودُ } أي بالغ المغفرة لذنوب عباده المؤمنين لا يفضحهم بها، بالغ المحبة للمطيعين من أوليائه. قال مجاهد الوادّ لأوليائه، فهو فعول بمعنى فاعل. وقال ابن زيد معنى الودود الرحيم. وحكى المبرد عن إسماعيل القاضي أن الودود هو الذي لا ولد له، وأنشد
وأركب في الروع عريانة ذلول الجناح لقاحاً ودوداً   
أي لا ولد لها تحنّ إليه. وقيل الودود بمعنى المودود أي يودّه عباده الصالحون، ويحبونه، كذا قال الأزهري. قال ويجوز أن يكون فعول بمعنى فاعل، أي يكون محباً لهم. قال وكلتا الصفتين مدح لأنه جلّ ذكره إن أحبّ عباده المطيعين فهو فضل منه، وإن أحبه عباده العارفون، فلما تقرّر عندهم من كريم إحسانه. قرأ الجمهور { ذو العرش المجيد } الآية برفع المجيد على أنه نعت لذو، واختار هذه القراءة أبو عبيد، وأبو حاتم قالا لأن المجد هو النهاية في الكرم والفضل، والله سبحانه هو المنعوت بذلك. وقرأ الكوفيون إلا عاصماً بالجر على أنه نعت للعرش. وقد وصف سبحانه عرشه بالكرم، كما في آخر سورة المؤمنون. وقيل هو نعت لربك، ولا يضرّ الفصل بينهما لأنها صفات لله سبحانه. وقال مكي هو خبر بعد خبر، والأوّل أولى. ومعنى { ذو العرش } ذو الملك والسلطان، كما يقال فلان على سرير ملكه، ومنه قول الشاعر
رأوا عرشى تثلم جانباه فلما أن تثلم أفردوني   
وقول الآخر
إن يقتلوك فقد ثللت عروشهم بعتيبة بن الحارث بن شهاب   
وقيل المراد خالق العرش { فَعَّالٌ لّمَا يُرِيدُ } أي من الإبداء والإعادة. قال عطاء لا يعجز عن شيء يريده، ولا يمتنع منه شيء طلبه، وارتفاع فعال على أنه خبر مبتدأ محذوف. قال الفراء هو رفع على التكرير والاستئناف لأنه نكرة محضة. قال ابن جرير رفع فعال، وهو نكرة محضة على وجه الاتباع لإعراب الغفور الودود، وإنما قال فعال لأن ما يريد ويفعل في غاية الكثرة.

PreviousNext
1 2 3 5 6 7 8 9