" ما أهلك الله عز وجل قوماً ولا قرناً ولا أُمة ولا أهل قرية بعذاب من السماء منذ أنزل الله سبحانه التوراة على وجه الارض غير القرية التي مسخوا قردة، ألم تر أنّ الله سبحانه قال: { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ ٱلأُولَىٰ } الآية ". { وَمَا كُنتَ } يا محمد { بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ } أي غربي الجبل { إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلأَمْرَ } أي أخبرناه بأمرنا ونهينا، وألزمناه عهدنا { وَمَا كنتَ مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ } الحاضرين هناك تذكرة من ذات نفسك { وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا } أحدّثنا وخلقنا { قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ } فنسوا عهد الله سبحانه وتركوا أمره، نظيره{ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } [الحديد: 16] ، { وَمَا كُنتَ ثَاوِياً } مقيماً { فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } يعني أرسلناك رسولا وأنزلنا عليك كتاباً فيه هذه الأخبار، فتتلوها عليهم ولولا ذلك لما علمتها ولما أخبرتهم)بما تشاهده، وما كنت بجانب الطور إذ نادينا موسى: خذ الكتاب بقوة.