الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ } * { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ } * { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } * { بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } * { وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } * { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ }

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } يعني أظلمت. وقال العوفي عنه ذهبت. وقال مجاهد اضمحلت وذهبت، وكذا قال الضحاك. وقال قتادة ذهب ضوءُها، وقال سعيد بن جبير كورت غورت. وقال الربيع بن خثيم كورت يعني رمي بها، وقال أبو صالح كورت ألقيت، وعنه أيضاً نكست، وقال زيد بن أسلم تقع في الأرض. قال ابن جرير والصواب من القول عندنا في ذلك أن التكوير جمع الشيء بعضه على بعض، ومنه تكوير العمامة، وجمع الثياب بعضها إلى بعض، فمعنى قوله تعالى { كُوِّرَتْ } جمع بعضها إلى بعض، ثم لفت فرمي بها، وإذا فعل بها ذلك، ذهب ضوءُها. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج وعمرو بن عبد الله الأودي، حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن شيخ من بجيلة عن ابن عباس { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } قال يكور الله الشمس والقمر والنجوم يوم القيامة في البحر، ويبعث الله ريحاً دبوراً، فتضرمها ناراً، وكذا قال عامر الشعبي، ثم قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي، حدثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح عن ابن يزيد بن أبي مريم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قول الله { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } قال " كورت في جهنم ". وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده حدثنا موسى بن محمد بن حيان، حدثنا درست بن زياد، حدثنا يزيد الرقاشي، حدثنا أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الشمس والقمر ثوران عقيران في النار " هذا حديث ضعيف لأن يزيد الرقاشي ضعيف، والذي رواه البخاري في الصحيح بدون هذه الزيادة، ثم قال البخاري حدثنا مسدد، حدثنا عبد العزيز بن المختار، حدثنا عبد الله الداناج، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " الشمس والقمر يكوران يوم القيامة " انفرد به البخاري، وهذا لفظه، وإنما أخرجه في كتاب بدء الخلق، وكان جديراً أن يذكره ههنا، أو يكرره كما هي عادته في أمثاله، وقد رواه البزار فجود إيراده فقال حدثنا إبراهيم بن زياد البغدادي، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا عبد العزيز بن المختار عن عبد الله الداناج قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن بن خالد بن عبد الله القسري في هذا المسجد مسجد الكوفة، وجاء الحسن فجلس إليه، فحدث قال حدثنا أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الشمس والقمر ثوران في النار عقيران يوم القيامة " ، فقال الحسن وما ذنبهما؟ فقال أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول ــــ أحسبه قال ــــ وما ذنبهما؟ ثم قال لا يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، ولم يرو عبد الله الداناج عن أبي سلمة سوى هذا الحديث.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7