الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير (ت 774 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً } * { وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً }

فعرفوا أنه غير مستبقيهم، فلما دنا من الخيمة التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قوموا إلى سيدكم " فقام إليه المسلمون، فأنزلوه إعظاماً وإكراماً واحتراماً له في محل ولايته ليكون أنفذ لحكمه فيهم، فلما جلس، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن هؤلاء ــــ وأشار إليهم ــــ قد نزلوا على حكمك، فاحكم فيهم بما شئت " فقال رضي الله عنه وحكمي نافذ عليهم؟ قال صلى الله عليه وسلم " نعم " قال وعلى من في هذه الخيمة؟ قال " نعم " قال وعلى من ههنا؟ وأشار إلى الجانب الذي فيه رسول الله، وهو معرض بوجهه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالاً وإكراماً وإعظاماً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعم " فقال رضي الله عنه إني أحكم أن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذريتهم وأموالهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " لقد حكمت بحكم الله تعالى من فوق سبع أرقعة " ، وفي رواية " لقد حكمت بحكم الملك " ، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأخاديد فخدت في الأرض، وجيء بهم مكتفين، فضرب أعناقهم، وكانوا ما بين السبعمائة إلى الثمانمائة، وسبى من لم ينبت منهم مع النساء، وأموالهم، وهذا كله مقرر مفصل بأدلته وأحاديثه وبسطه في كتاب " السيرة " الذي أفردناه موجزاً وبسيطاً، ولله الحمد والمنة.

PreviousNext
1 3 4 5