الرئيسية - التفاسير


* تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ } * { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } * { تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً } * { تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } * { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } * { لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ } * { لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ } * { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } * { لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً } * { فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ } * { فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ } * { وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ } * { وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ } * { وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } * { أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى ٱلإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ } * { وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ } * { وَإِلَىٰ ٱلْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ } * { وَإِلَى ٱلأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ } * { فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ } * { لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ } * { إِلاَّ مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ } * { فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلْعَذَابَ ٱلأَكْبَرَ } * { إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ } * { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ }

{ وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ } [آية: 14] يعني مصفوفة وهي أكواب من فضة، وهي من الصفاء مثل القوارير مدورة الرءوس ليس لها عرى ولا خراطيم، { وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ } [آية: 15] يعني الوسائد الكبار العظام مصفوفة على الطنافس، وهي بلغة قريش خاصة، ثم قال: { وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } [آية: 16] يعني طنافس مبسوطة بعضها على بعض، يذكرهم الله عز وجل صنعه ليعتبر عباده فيحرصوا عليها، ويرغبوا فيها، ويحذروا النار، فإن عقوبته على قدر سلطانه وكرامته قدر سلطانه.

ثم ذكر عجائبه، فقال: { أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى ٱلإِبْلِ } لأن العرب لم يكونوا رأوا الفيل، وإنما ذكر لهم ما أبصروا، ولو أنه قال: أفلا ينظرون إلى الفيلة { كَيْفَ خُلِقَتْ } [آية: 17] لم يتعجبوا لها لأنهم لم يروها { وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ } [آية: 18] من فوقهم خمس مائة عام { وَإِلَىٰ ٱلْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ } [آية: 19] على الأرض أوتاداً لئلا تزول بأهلها، ثم قال: { وَإِلَى ٱلأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ } [آية: 20] يعني كيف بسطت من تحت الكعبة مسيرة خمس مائة عام.

ثم قال: { فَذَكِّرْ } أهل مكة يا محمد { إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ } [آية: 21] كالذين من قبلك { لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ } [آية: 22] يقول: لست عليهم بملك، ثم نسختها آية السيف في براءة، ثم قال: { إِلاَّ مَن تَوَلَّىٰ } يعني أعرض { وَكَفَرَ } [آية: 23] بالإيمان { فَيْعَذِّبُهُ ٱللَّهُ } في الآخرة { ٱلْعَذَابَ ٱلأَكْبَرَ } [آية: 24] وإنما سماه الله الأكبر لأن الله كان أوعدهم القتل والجوع في الدنيا، فقال: الأكبر، لأنه أكبر من الجوع والقتل، وهو عذاب جهنم، ثم قال: { إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ } [آية: 25] يعني مصيرهم { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ } [آية: 26] يعني جزاءهم على الله هين.


PreviousNext
1