{ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ } مصيرهم. { لإِلَى ٱلْجَحِيمِ } إلى دركاتها أو إلى نفسها، فإن الزقوم والحميم نزل يقدم إليهم قبل دخولهم، وقيل الحميم خارج عنها لقوله تعالى:{ هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِى يُكَذّبُ بِهَا ٱلْمُجْرِمُونَ يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آن } [الرحمن: 43-44] يوردون إليه كما تورد الإِبل إلى الماء ثم يردون إلى الجحيم، ويؤيده أنه قرىء «ثم إن منقلبهم». { إِنَّهُمْ أَلْفَوْاْ ءَابَاءهُمْ ضَالّينَ فَهُمْ عَلَىٰ ءَاثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ } تعليل لاستحقاقهم تلك الشدائد بتقليد الآباء في الضلال، والإِهراع: الإِسراع الشديد كأنهم يزعجون على الإِسراع على { آثَاٰرِهِمْ } ، وفيه إشعار بأنهم بادروا إلى ذلك من غير توقف على نظر وبحث. { وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ } قبل قومك. { أَكْثَرُ ٱلأوَّلِينَ }. { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُّنذِرِينَ } أنبياء أنذروهم من العواقب. { فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُنْذَرِينَ } من الشدة والفظاعة. { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } إلا الذين تنبهوا بإنذارهم فأخلصوا دينهم لله، وقرىء بالفتح أي الذين أخلصهم الله لدينه والخطاب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، والمقصود خطاب قومه فإنهم أيضاً سمعوا أخبارهم ورأوا آثارهم. { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ } شروع في تفصيل القصص بعد إجمالها، أي ولقد دعانا حين أيس من قومه. { فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ } أي فأجبناه أحسن الإِجابة فوالله لنعم المجيبون نحن، فحذف منها ما حذف لقيام ما يدل عليه. { وَنَجَّيْنَـٰهُ وَأَهْلَهُ مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } من الغرق أو أذى قومه. { وَجَعَلْنَا ذُرّيَّتَهُ هُمُ ٱلْبَـٰقِينَ } إذ هلك من عداهم وبقوا متناسلين إلى يوم القيامة، إذ روي أنه مات كل من كان معه في السفينة غير بنيه وأزواجهم. { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى ٱلأَخِرِينَ } من الأمم. { سَلَـٰمٌ عَلَىٰ نُوحٍ } هذا الكلام جيء به على الحكاية والمعنى يسلمون عليه تسليماً. وقيل هو سلام من الله عليه ومفعول { تَّرَكْنَا } محذوف مثل الثناء. { فِى ٱلْعَـٰلَمِينَ } متعلق بالجار والمجرور ومعناه الدعاء بثبوت هذه التحية في الملائكة والثقلين جميعاً.