الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ ٱللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }

" من رآنى فقد رأى الحق " ولما فنى عليه السلام عن ذاته وصفاته و أفعاله كان تائبا عن الحق فى ذاته وصفاته وأفعاله كما قيل ع نائبست ودست اودست خداى. وفى هذا المقام قال الحلاج انا الحق وابو يزيد سبحانى سبحانى ما اعظم شانى وابو سعيد الخراز ليس فى الجبة غير الله قال الواسطى اخبر الله بهذه الآية ان البشرية في نبيه عارية واضافة لا حقيقة يعنى فظاهره مخلوق وباطنه حق ولذا يجوز السجدة لباطنه دون ظاهره اذ ظاهره من عالم التقييد وباطنه من عالم الاطلاق واذا كانت الصلاة جائزة على الموتى فما ظنك بالاحياء فاعرف جداً فانه انما جازت الصلاة على الموتى لاشتمالهم على حصة من الحقيقة المحمدية الجامعة الكلية { فمن نكث } النكث نقض نحو الحبل والغزل استعير لنقض العهداى فمن نقض عهده وبيعته وأزال ابرامه واحكامه { فانما ينكث على نفسه } فانما يعود ضرر نكثه على نفسه لان الناكث هو لا غير { ومن اوفى بما عاهد عليه الله } بضم الهاء فانه ابقى بعد حذف الو او اذ اصله هو توسلا بذلك الى تفخيم لام الجلالة اى ومن اوفى بعهده وثبت عليه واتمه { فسيؤتيه أجرا عظيما } هى الجنة وما فيها من رضوان الله العظيم والنظر الى جماله الكريم ويحتمل ان يراد بنكث العهد ما يتناول عدم مباشرته ابتدآء ونقضه بعد انعقاده لما روى عن جابر رضى الله عنه انه قال بايعنا رسول الله بيعة الرضوان تحت الشجرة على الموت وعلى ان لا نفر فما نكث احد منا البيعة الاجد بن قيس وكان منافقا اختبأ تحت ابط بعيره ولم يسر مع القوم اى الى المبايعة حين دعوا اليها. در موضح آورده كه سه جيز راجع باهل آن ميشوديكى مكركه ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله دوم ستم كه انما بغيكم على انفسكم سيوم نقض عهدكه فمن نكث غلى نفسه و درعهدوبيمان كفته اند. بيمان مشكن كه هر كه بيمان بشكست. ازباى درافناد وبرون رفت زدست. آنراكه بدردست بودبيمان الست. نشكسته بهيج حال هرعهدكه بست كما قال الحافظ ازدم صبح ازل تا آخر شام ابد. دوستى و مهر بريك عهد ويك ميثاق بود وقال بيمان شكن هر آينه كردد شكسته حال. ان العهود لدى اهل النهى ذمم. قال بعض الكبار هذه البيعة نتيجة العهد السابق المأخوذ على العباد فى بدء الفطرة فيضرهم النكث وينفعهم الوفاء قال الشيخ اسمعيل بن سودكين فى شرح التجليات الاكبرية قدس الله سرهما المبايعون ثلاثة الرسل والشيوخ الورثة والسلاطين والمبايع فى هؤلاء الثلاثة على الحقيقة واحد وهو الله تعالى وهؤلاء الثلاثة شهود الله تعالى على بيعة هؤلاء الاتباع وعلى هؤلاء الثلاثة شروط يجمعها القيام بأمر الله وعلى الاتباع الذين بايعوهم شروط يجمعها المتابعة فيما امروا به فاما الرسل والشيوخ فلا يأمرون بمعصية اصلا فان الرسل معصومون من هذا والشيوخ محفوظون واما السلاطين فمن لحق منهم بالشيوح كان محفوظا والا كان مخذولا وما هذا فلا يطاع فى معصية والبيعة لازمة حتى يلقوا الله تعالى ومن نكث الاتباع من هؤلاء فحسبه جهنم خالدا فيها لا يكلمه الله ولا ينظر اليه وله عذاب أليم هذا كما قال ابو سليمان الدارانى قدس سره هذا حظه فى الآخرة واما فى الدنيا فقد قال ابو يزيد البسطامى قدس سره فى حق تلميذه لما خالفه دعوا من سقط من عين الله فرؤى بعد ذلك مع المخنثين و سرق فقطعت يده هذا لما نكث اين هو ممن وفى بيعته مثل تلميذ الدارانى قيل له ألق نفسك فى التنور فألقى نفسه فيه فعاد عليه بردا وسلاما هذه نتيجة الوفاء انتهى.

PreviousNext
1 2 4 5 6 7 8 9