الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلضُّحَىٰ } * { وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ } * { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ } * { وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ } * { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } * { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ } * { وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ } * { وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىٰ } * { فَأَمَّا ٱلْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ } * { وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ } * { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }

القراءة: في الشواذ عن النبي صلى الله عليه وسلم وعروة بن الزبير ما ودعك بالتخفيف والقراءة المشهورة بالتشديد وعن أشهب العقيلي فأوى بغير مدّ وعن ابن أبي السميفع عَيّلا بالتشديد عن النخعي والشعبي فلا تكهر بالكاف وكذلك هو في مصحف عبد الله. الحجة: قال ابن جني: ودع بالتخفيف يقلّ استعماله وقال سيبويه: استغنوا عن وزر وودع بقولهم ترك وأنشد أبو علي ذلك في شعر أبي الأسود قوله:
لَيْتَ شِعْرِي عَنْ خَلِيلي مَا الذي   غَالَــهُ فِــي الْحُبِّ حَتّـى وَدَّعَه
وأما قوله فأوى فإنه من أويته أي رحمته وأما عيّلا فإنه فيعل من العيلة وهي الفقر وهو مثل العائل ومعناهما ذو العيلة من غير جدة يقال عال الرجل يعيل عيلة إذا كثر عياله وافتقر قال الشاعر:
وَما يَدْرِي الْفَقِيرُ مَتى غِناهُ   وما يدرِي الغَنِيُّ مَتى يَعِيلُ
أي متى يفتقر وأما الكهر فهو مثل القهر والعرب قد تعاقب بين القاف والكاف وفي حديث معاوية بن الحكم الذي تكلم في الصلاة قال ما كهرني ولا ضربني. اللغة: السجو السكون يقال: سجى يسجو إذا هدأ وسكن وطرف ساج وبحر ساج قال الأعشى:
فَما ذَنْبُنا إذْ جاشَ بَحْرُ ابْنِ عَمِّكُمْ   وَبَحْرُكَ ساجٍ لا يُوارِي الدَّعامِصا
وقال الآخر:
يا حَبَّذَا الْقَمْراءُ وَاللَّيْلُ السَّاجْ   وَطُـــرُقٌ مِثْــلُ مُــلاءِ النَّسَّاجْ
والقلى البغض إذا كسرت القاف قصرت وإذا فتحت مددت قال:
عَلَيْــكِ سَلامٌ لا مُلِلْتِ قَرِيبَةً   وَما لَكِ عِنْدي إنْ نَأَيْتِ قَلاءُ
ونهره وانتهره بمعنى وهو أن يصيح في وجه السائل الطالب للرفد. الإِعراب: وما قلى أي وما قلاك وكذلك قوله { فآوى } فأغنى تقديره فآواك فأغناك فالمفعول في هذه الآي محذوف وقال { ولسوف يعطيك } ولم يقل ويعطينك وإن كان جواب القسم لأن النون إنما تدخل لتؤذن بأن اللام لام القسم لا لام الابتداء وقد حصل ها هنا العلم بأن هذه اللام للقسم لا للابتداء لدخوله على سوف ولام الابتداء لا تدخل على سوف لأن سوف تختص بالأفعال ولام الابتداء إنما تدخل على الأسماء { فأما اليتيم فلا تقهر } تقديره فمهما يكن من شيء فلا تقهر اليتيم ثم أقيم أما مقام الشرط فحصل أما فلا تقهر اليتيم ثم قدم المفعول على الفاء كراهة لأن تكون الفاء التي من شأنها أن تكون متبعة شيئاً فشيئاً في أول الكلام وإن كثر يجتمع في اللفظ مع أمَّا فتكون على خلاف أصول كلامهم وكذلك أمَّا بنعمة ربك فحدث. النزول: قال ابن عباس: احتبس الوحي عنه صلى الله عليه وسلم خمسة عشر يوماً فقال المشركون: إن محمداً قد ودعه ربه وقلاه ولو كان أمره من الله تعالى لتتابع عليه فنزلت السورة. وقيل: إنما احتبس الوحي اثني عشر يوماً عن ابن جريج.

السابقالتالي
2 3 4 5 6