الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } * { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } * { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ } * { إِذَا رُجَّتِ ٱلأَرْضُ رَجّاً } * { وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً } * { فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً } * { وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً } * { فَأَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } * { وَأَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } * { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ } * { فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } * { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ } * { عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ } * { مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ }

وقيل: معناه السابقون إلى طاعة الله وهم السابقون إلى رحمته والسابق إلى الخير إنما كان أفضل لأنه يقتدى به في الخير وسبق إلى أعلى المراتب قبل من يجيء بعده فلهذا يميز بين التابعين فعلى هذا يكون السابقون الثاني خبراً عن الأول ويجوز أن يكون الثاني تأكيداً للأول والخبر. { أولئك المقربون } أي والسابقون إلى الطاعات يقربون إلى رحمة الله في أعلى المراتب وإلى جزيل ثواب الله في أعظم الكرامة. ثم أخبر تعالى أين محلهم فقال { في جنات النعيم } لئلا يتوهم متوهم أن التقريب يخرجهم إلى دار أخرى فأعلم سبحانه أنهم مقربون من كرامة الله في الجنة لأن الجنة درجات ومنازل بعضها أرفع من بعض وقد قيل في السابقين أنهم السابقون إلى الإيمان عن مقاتل وعكرمة. وقيل: السابقون إلى الهجرة عن ابن عباس. وقيل: إلى الصلوات الخمس عن علي ع. وقيل: إلى الجهاد عن الضحاك. وقيل: إلى التوبة وأعمال البر عن سعيد بن جبير. وقيل: إلى كل ما دعا الله إليه عن ابن كيسان وهذا أولى لأنه يعم الجميع وكان عروة بن الزبير يقول تقدموا تقدموا وعن أبي جعفر ع قال: السابقون أربعة ابن آدم المقتول وسابق في أمة موسى ع وهو مؤمن آل فرعون وسابق في أمة عيسى ع وهو حبيب النجار والسابق في أمة محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ع. { ثلة من الأولين } أي هم ثلة يعني جماعة كثيرة العدد من الأولين من الأمم الماضية { وقليل من الآخرين } من أمة محمد لأن من سبق إلى إجابة نبينا صلى الله عليه وسلم قليل بالإضافة إلى من سبق إلى إجابة النبيين قبله عن جماعة من المفسرين. وقيل: معناه جماعة من أوائل هذه الأمة وقليل من أواخرهم ممن قرب حالهم من حال أولئك قال مقاتل: يعني سابقي الأمم وقليل من الآخرين من هذه الأمة. { على سرر موضونة } أي منسوجة كما يوضن حلق الدرع فيدخل بعضها في بعض قال المفسرون: منسوجة بقضبان الذهب مشبكة بالدر والجواهر { متكئين عليها } أي مستندين جالسين جلوس الملوك { متقابلين } أي متحاذين كل واحد منهم بإزاء الآخر وذلك أعظم في باب السرور والمعنى أن بعضهم ينظر إلى وجه بعض لا ينظر في قفاه لحسن معاشرتهم وتهذب أخلاقهم.

PreviousNext
1 2