الرئيسية - التفاسير


* تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْفَجْرِ } * { وَلَيالٍ عَشْرٍ } * { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } * { وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } * { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ }

قال ابنُ الخطيب: أقسم تعالى بما يحصل فيه، من حصول النور، وانتشار الناس، وسائر الحيوان في طلب الأرزاق، وذلك مشاكل لنشور الموتى، وفيه عبرة لمن تأمل، كقوله تعالى:وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } [التكوير: 18]، ومدح بكونه خالقاً، فقال سبحانه:فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ } [الأنعام: 96].

وعن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - أنه: النهار كله، وعبر عنه بالفجر؛ لأنه أوله.

وروى ابن محيصن عن عطيَّة عن ابن عبَّاسٍ: يعني: فجر المحرم.

قال قتادةُ: هو فجر أول يوم من المحرم منه تنفجر السنة، وعنه أيضاً: صلاة الصبح.

وروى ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس قال: يريد صبيحة يوم النحر؛ لأن الله تعالى جعل لكل يوم ليلة قبله إلا يوم النحر لم يجعل له ليلة قبله ولا ليلة بعده؛ لأن يوم عرفة له ليلتان ليلة قبله وليلة بعده، فمن أدرك الموقف الليلة التي بعد عرفة فقد أدرك الحج إلى طلوع فجر يوم النحر، وهذا قول مجاهد.

وقال عكرمة: " والفجر " قال: انشقاق الفجر من يوم الجمعة.

وعن محمد بن كعب القرظي: " والفجر " قال: آخر أيام العشر إذا رفعت أو دفعت من جمع.

وقال الضحاك: فجر ذي الحجة؛ لأن الله تعالى قرن به الأيام، فقال تعالى: { وَلَيالٍ عَشْرٍ } أي ليال عشر من ذي الحجة.

وقيل: هي العيون التي تنفجر منها المياه.

قوله: { وَلَيالٍ عَشْرٍ }.

العامة: على " ليالٍ " بالتنوين، " عشر " صفة لها.

وقرأ ابنُ عباسٍ: " وليالِ عشرٍ " بالإضافة.

فبعضهم قال: " ليال " في هذه القراءة دون ياء، وبعضهم قال: " وليالي عشر " بالياء، وهو القياس.

وقيل: المراد: ليالي أيام عشر، وكان من حقه على هذا أن يقال: عشرة؛ لأن المعدود مذكر.

ويجاب عنه: بأنه إذا حذف المعدود جاز الوجهان، ومنه: " وأتْبعَهُ بِستٍّ مِنْ شوَّالٍ ".

وسمع الكسائي: صمنا من الشهر خمساً.

فصل في المراد بالعشر

قال ابنُ عبَّاسٍ ومجاهدٌ والسديُّ والكلبيُّ: هو عشر ذي الحجة.

وقال مسروقٌ: هي العشرة المذكورة في قوله - تعالى - في قصة موسى - عليه الصلاة والسلام:وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ } [الأعراف: 142]، وهي أفضل أيام السنةِ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ أيَّام العَملِ الصَّالحُ فِيهِنَّ أحَبُّ إلى الله - تعَالَى - مِنْ عَشْرِ ذِي الحجَّةِ " ؛ ولأن ليلة يوم النَّحرِ داخلة فيه رخّصه الله تعالى موفقاً لمن يدرك الموقف يوم عرفة.

وعن ابن عبَّاسٍ أيضاً: هي العشرُ الأواخر من رمضان.

وقال الضحاكُ: أقسم الله - تعالى - بها لشرفها بليلة القدرِ، وكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان، شد المئزرَ، وأيقظ أهله للتهجد.

PreviousNext
1 3 4 5